هذه عبارة قرأتها اليوم على سور مقبرة البلدة، لا أعرف من كتبها، ولا أعرف عبير أيضا، ولكن يبدو أنه عاشق مخدوع، جرحته عبير بسكينها ثم مضت، فضاق به الوجع ولم يجد إلا المقبرة يبوح به على سورها البارد وبجوار الأموات.
فيا عبير إرحمي قلب هذا المسكين، متى كانت البنات يقسين على قلوب العاشقين، لا تمرّي من هنا وأغمضي عينيك وأسرعي خطاك، فثمّة أجساد تنام تحت التراب، كانت لهم قلوب تعشق وتحب وتتوجع، واليوم أصبحتِ مثلهم لا تشعرين.
يا صديقي العاشق المجهول لا تكتب على الحيطان وجعك، فالحبيبة اليوم مثل الحكومة لا تسمع إلا ما تريد، ومهما قدّمت لها؛ عندما تغضب تنكرك، وتدير وجهها عنك إلى أول واحد تصادفه في الطريق.
حبّ على الحيطان عندما ينقطع الوصل، لكن يا عبير عندما توجعنا البلاد أين نكتب وجعنا، وأين نكتب حبّنا، ولقد كتبناه يوما قصائد من دّم وتعب، وقد كتبنه بدموع البنات وهنّ يودعن الشهداء، وكتبنه بزغاريدهن وهنّ يستقبلن العسكر على أبواب القرى، واليوم كيف نكتب حبّنا ووجعنا، والوجع في القلب.
وما أقسى الوجع يا عبير عندما يمر الناس والحكومات ولا يقرأون ما نكتبه على الحيطان.