الحقيقة من غرفة غسيل الموتى
أ.د.محمد طالب عبيدات
07-03-2019 12:43 AM
في غرفة غسيل الموتى ومن جانب الثلاجة التي يسجّون فيها ليلة وفاتهم نشعر بالحقيقة وأن الموت حق، والعبر والدروس إبان هذه اللحظات للأحياء من الناس كثيرة لعل وعسى أن تجد من يأخذ بها ليكسب الدنيا واﻵخرة:
1. لحظات تعني بأن الدنيا زائلة وفانية ودار ممر لا دار مقر، فتنقطع كل خيوط التخطيط والبناء والعمل إلا العمل الصالح وزاد التقوى والصدقة الجارية والعلم الذي نفعنا به والولد الصالح الذي يدعو لنا.
2. لحظات تعني بأن الدنيا برمتها لا تستحق جناح بعوضة فلا يفيدنا المال ولا الجاه ولا السلطة ولا أي شيء سوى زاد التقوى وزهبة اﻵخرة.
3. لحظات للتوبة الصادقة لله تعالى واﻹستسلام واﻹيمان بالحق دون رياء أو زيف أو تدليس أو تمثيل.
4. لحظات لﻹتعاظ وتخيل هذه الموقف فكل منا سيموت ولن يكون معه أحد يوم الحساب لا ولد ولا صديق ولا قريب
ولا مغريات الدنيا فالمال والولد والجاه باقين لمن بعدنا لفتنتهم.
5. لحظات لﻷمل والمبادرة للبداية بعهد جديد مع الله أساسه الصدق واﻹخلاص واﻹيمان صوب كسب الدنيا واﻵخرة.
6. لحظات تفصل بين مغريات الدنيا ولقاء رب العزة للفصل في اﻷمر بين الجنة والنار وللبدء فوراً بتصويب مسارنا للصواب.
7. أعلم بأن اﻷمر مرعب ومخيف وربما غير مستساغ للبعض! لكني آثرت الكتابة فيه علها تكون بداية التحول نحو ترك المعاصي وفتن الدنيا للإيمان بالعمل للدنيا كأننا نعيش أبدا وللآخرة كأننا نموت غدا.
8. المطلوب فقط تخيل نفسنا مكان المتوفى، فالكل ينساك مع الزمن -إلا المقربين والمحبين- ولكنهم لن يفيدوك حتماً سوى عملك الصالح وعلمك الذي نفعت به وصدقتك الجارية وولدك الصالح وليس مالك المكدس بالبنوك الذي سيستخدمه من بعدك!
9. هذه همسة وعبرة وموقف لكل إنسان ليضع مخافة الله بين عينيه وينظر بعين ثاقبة وأمل صوب الجنة بعمله الصالح وصدقته الجارية ورضا والديه وإتقان عمله والدعاء للمغفرة وحب الناس ومعاملته الطيبة والبعد عن السيئات وعدم التعلق بهذه الدنيا الفانية.
بصراحة: لحظات الموت مرعبة لكن دروسها لﻷحياء كثيرة والكيس من بادر وأخذ بها لا أن ينساها حال مغادرة الحدث والمكان والزمان!
صباح اﻹيمان بالله وتجديد العهد والبيعة