بات المواطن الأردني في كثير من تطلعاته تشاؤمياً ينظر إلى الأمور والشأن العام بوجدانٍ مشوهٍ ينظر للأمور بسودواوية تنذر بضرورة إعادة صياغة الانطباع عن الشأن العام وسائر يومياته.
فالمتابع وتحديداً لمواقع التواصل الاجتماعي يلمس حالة من "التصحر السياسي" خاصة في الشأن الداخلي، وأخذ الأمور على بحسب النوايا لا بحسب الوقائع.
وأنت تتأمل صيرورة الأحداث وتعليقات المتابعين تلمس لديهم تعابير تنم عن فقدان الثقة بكثير من المسؤولين، نتيجة سياسات تكرست عبر سنوات، وهذه الحالة من عدم الثقة الطارئة ليست جزءاً من طبيعة الأردنيين.
فالحاجة في هذا المقام إلى تعزيز آليات تواصل المؤسسات العامة والوزارات مع الجمهور، وبشكلٍ يوميٍ وحقيقيٍ على الأرض لا يبقى حبيس جدران المكاتب والتواصل الإجتماعي، وشرح الحال للناس، والدفاع عن القرارات إن كانت بمبررات قوية.
فضغوط اليوميات الاجتماعي منها والاقتصادي على كثير من الأردنيين دفعهم إلى ملء حاجتهم الوجدانية بالنظر بتشاؤمية بل والألفة معها، فبتنا نرى كثيراً من النكران لأي منجز وقليلاً من التنويه إلى بناءٍ أو قرارٍ صائبٍ ، وبعضاً من التسطيح.. فهل هذه حالة صحية لدى شعب بات يحكي عن مئوية الدولة ويقترب من جيلها الخامس.. ولماذا بتنا نرى حالة من الشح في كل شيء سياسياً؟ وما هي السبل لنملأ هذا الشح..؟
أسئلة كثيرة تطرق على بال متأمل الحالة الأردنية، فلا نريد لحالة الإعوجاج والفراغ والماضوية والانطباعية أن تبقى مسيطرة على أذهان شبابنا ومجتمعنا، ولا نريد لهذه الحالة أن توصلنا يوماً إلى مزيدٍ من الشكوى أو الوهن (لا قدر الله).
فما يجري في المشهد المحلي من حالة فقدان الثقة مؤشر خطير يجب الإلتفات إليه خارج أسوار نمطية المجاراة التي اعتدناها.
نعم، هناك انحدار بات يشغل بال الأردني في كل شيء وتقويم ذلك يبدأ من استعادة الثقة، والخروج من حالة "التدوير" التي باتت محل شكوى العباد، فالقناعة بحاجة إلى ثقة والفراغ وعدم الانحباس وراء صدمات الآراء الشتى التي تولدت نتيجة الفراغ أو الغياب .
لذا، فعلينا إدراك أن غياب الابداع لدي بعض مسؤولي الصف الاول، أضعف المؤسسات العامة والوزارات وجعلها مكشوفة.
فالأردن عزيزٌ وقادرٌ على صناعة عبقريته، وعلينا تجاوز هذه المرحلة بمزيدٍ من الإيمان بالوطن.