عمون - لدينا في كلّ محافظة و عشيرة و عائلة الكثير من رجالات الدولة العاملين و المتقاعدين و الوجهاء ، و هناك أقطابٌ فاعلةٌ عدا كلِّ فئةٍ إجتماعيّةٍ أو جغرافيّة .
و هنا أتسائل عن أزمة المتعطِّلين عن العمل ، إذ لم نسمع سوى بتحرّكٍ للوزير الأسبق بركات عوجان و مدير الدفاع المدنيّ مصطفى البزايعه حصراً .
و الغرابة أنّ من يريد التّحرك وقت الإنتخابات يدخل بيوتاً يعرفها و أُخرى لا يعرف مَن فيها ، و لدى تداول الشائعات بالتَّعيين أو التعديلات الوزارية يتقن أولئك الوصول لكبار مسؤولي الدّولة بسهولة و بساطة ، أي أنّهم قادرون على التواصل مع طرفيّ المعادلة أو الأزمة الحاليّة لا بل يستطيعون حلّ المشاكل حتى الدمويّ منها ، فأين هُم الآن ؟
إنّ الأزمة لا تعني حكومة فحسب بل هي مسؤوليّةٌ مُشتركة تحتاج التكاتف مِن مؤسسات الدولة و أجهزتها و حتّى قوى رأس المال ، فهذا حقٌّ للوطن وواجبٌ على كلّ مَن يستطيع التأثير و إحداث أيّ فارقٍ حتّى و إن كان يسيراً لا سيّما إذا كان من فئة المسؤولين الحاليّين أو السّابقين ، كما أنّه يعني الوجهاء بلا أدنى شكّ و كلّ من نال لقباً أو تقاعداً أو مكانة إجتماعية في الوطن فـ" الغُرم بالغُنم " .
هذا دينٌ للوطن وواجب تجاهه ، ليس إختياريٌّ بل إجباريٌّ من منطلق الإنتماء ، فكما لدى الجيش قوّاتٌ عاملةٌ و أُخرى إحتياطيّةٌ وجب أن تتحرّك القوى الرسميّة المتوفّرة بعاملها و متقاعدها ضمن مناطقها لتقريب وجهات النظر و تيسير الأمور بدلاً من تركها تتفاقم و تتعاظم .