قراءة في ردّ مشروع قانون الجرائم الإلكترونيّةد. نهلا المومني
06-03-2019 12:51 PM
ردّ مجلس النّواب في جلسته التشريعيّة الثانية والعشرين المُنعقدة في 19 من شهر شباط الحالي مشروع القانون المُعدّل لقانون الجرائم الإلكترونيّة لسنة 2018م، والذي أعادته الحكومة بعد يومين من سحب مشروع قانون سابق. وفي قراءة هذا الردّ (الرّفض) نقف عند عدّة نقاط جوهريّة؛ أولها ما أثاره بعض النّواب من أنّ الأسباب المُوجبة لمشروع القانون كانت أسباباً شكليّةً وهي المسألة التي تستدعي الوقوف عندها مُطوّلاً؛ فالغالبية العُظمى من التّشريعات إن لم تكن كلّها تضع أسباباً موجبة مرفقة مع مشروع القانون أو مشروع القانون المُعدّل لا تعكس عمقاً في دراسة مدى الحاجة الفعليّة لهذا القانون أو لتلك التّشريعات ابتداءً؛ فالأسباب المُوجبة ليست مادةً شكليّةً أو ديباجةً لتكرار عبارات وأسباب عامّة لوضع القانون، وإنما هي جزءٌ هامٌ يتوجب أن يعكس وضوحاً في الفلسفة التي يقوم عليها التّشريع وترسم خطوطه العريضة، وتحول البوصلة إلى مكامن الخلل معززةً بالأرقام والإحصاءات مع قراءة هذه الأرقام قراءةً نوعيّةً قائمةً على أسس علمية منهجية سليمة، وتعكسُ جلاءً في المصلحة المحمية بموجب القانون والتي تظهر ابتداءً من اتخاذ المشرّع قرار التّصدي لبعض الإشكاليات القائمة، وتحديد كيف سيُسهم مشروع القانون في معالجة إشكاليات المجتمع أو تطويره، وكيف سيُوازن بين حماية الحقوق أو الحرّيات وبين المصلحة العامّة؟ ويُبيّن ماهية الحق الأجدر بالحماية وكيف سيضع قيوداً تتّسم بالمشروعية وتبقى في إطار الاستثناء لا الأصل ملتزماً بالدستور وبالمعايير الدوليّة لحقوق الإنسان التي صادق عليها الأردن. |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة