facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مقاومة التطبيع: ثقافة حياة وفلسفة مشروع


م. أشرف غسان مقطش
06-03-2019 11:44 AM

أدان الإتحاد البرلماني العربي التطبيع مع العدو الصهيوني في بيان ختامي لمؤتمره الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان قبل عدة أيام، وشدد على رفضه كافة أشكال التطبيع معه، جاء ذلك رغم محاولة وفود بعض برلمانات عربية تعديل الفقرة الخاصة بهذا الشأن بطريقة ما أو أخرى.

مقاومة التطبيع ليست قرارا من هذه الجهة أو تلك، وعليه، حتى لو أن الإتحاد البرلماني العربي قبل بأي شكل من أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، فإنني ومثلي ملايين من بغداد إلى تطوان لن نقبل في يوم من الأيام بأي شكل من أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، "ولو على جثتي"، وذلك لأن مقاومة التطبيع بالنسبة لي هي ثقافة حياة وفلسفة مشروع،

مقاومة التطبيع كثقافة حياة تعني بالنسبة لي أن أتفوق على العدو الصهيوني في كافة المجالات كدولة، وكمجتمع، وكفرد.

وبالنسبة للأخيرة فإنني كفرد أحاول أن أقرأ يوميا، وأعمل على أن ألتزم بساعات الدوام الرسمي، وأن أنجز عملي المطلوب مني أولا بأول، وبأقصى دقة مقتدر عليها، وبأسرع وقت ممكن، وأن ألتزم بالنظام أينما كنت، ومتى حييت. وتجدني أحتفظ بالمنديل الورقي في جيبي الخاص بعد إستعماله حتى أجد سلة قمامة أرميه فيها لا في الشارع.

مقاومة التطبيع كفلسفة مشروع تعني بالنسبة لي أن الهدف من المشروع هو تحرير فلسطين من النهر إلى البحر من نير إحتلال العدو الصهيوني، وأولى وسائلي في ذلك مقاطعة المنتجات الأميركية.

ذات يوم تحدثت معي عبر الهاتف النقال موظفة عاملة في إحدى وكالات المطاعم الأميركية هنا في عمان تسوق لي عرضا لأحد منتجات هذه الوكالة، والحق يقال أن العرض كان مغريا جدا، وأن لعابي سال على ذكر المنتج، وأن معدتي كانت تتراقص من شدة الجوع، لكنتي قلت لها مقاطعا: "عذرا منك، أنا مقاطع للمنتجات الأميركية، وأرجو أن تحذفوا رقم هاتفي النقال من سجلاتكم".

التطبيع لغة يعني جعل العلاقات عادية مع العدو، و"تطبيع العلاقات" مصطلح سياسي عرفته "الويكيبيديا" بأنه "جعل العلاقات طبيعية مع العدو بعد فترة من التوتر أو القطيعة لأي سبب كان".

لأي سبب كان؟!

كيف يتوقع مني أحدكم -دعاة التطبيع- أن أجعل علاقاتي عادية أو طبيعية مع العدو الصهيوني بعد أن إغتصب البلاد وشرد العباد؟ وبعد أن نفذ عملية "بابل" التي دمر فيها مفاعل تموز النووي العراقي؟ وبعد أن نفذ عملية" البستان"التي فصف فيها مفاعل الكبر في سوريا؟ وبعد أن دمر العراق بوساطة الإدارة الأميركية المتصهينة بحجة إخراجه من الكويت؟ وبعد حصاره ثلاثة عشر عاما راح ضحيته نحو مليون ونصف المليون إنسان؟ وبعد إحتلاله؟ وبعد تسميم ياسر عرفات؟ وبعد أن أعدم صدام حسين فجر أول أيام عيد الأضحى؟

كيف يتوقع مني أحدكم -دعاة التطبيع- أن أمحي من ذاكرتي تلك اللحظة التي رأيت فيها رصاصة العدو تخترق جسد الطفل محمد الدرة لترديه شهيدا ما زالت الأرض تهتز لحشرجة روحه؟ ويحيى عياش؟ وأحمد ياسين؟ والسموع؟ وصبرا وشاتيلا؟ والعلماء العرب الذين إغتالهم جهاز الموساد؟ ومن إغتال في ماليزيا العالم العربي الفلسطيني فادي البطش؟ "ليسا  آسيويين، لأنهما كانا ضخما الجثة، من ذوي البشرة الشقراء" هذه أوصاف الشخصين مجهولي الهوية اللذين إغتالا إبن جباليا البطش الحاصل على شهادة الدكتوراة في الهندسة الإلكترونية كما ذكر شهود عيان. ومن لديه مصلحة في إغتيال إنسان يعمل محاضرا في جامعة ماليزية كان متوجها بعد أيام إلى اسطنبول لترؤس مؤتمر دولي حول الطاقة؟

وبمناسبة ذكر ماليزيا، هيهات أن تتعظوا يا دعاة التطبيع من الدكتور مهاتير محمد في مقاومته النموذجية لأي شكل من أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني، هيهات!

التطبيع ليس جرة قلم يا من "غار وثار حينما مر النسيم ولاعب شعري"! لأن مقاومة التطبيع ليست ثقافة حياة لأي إنسان عربي ما زال "يربي القمح ويسقيه ندى جسده" وحسب بل هي تناسخ روحاني لروح كل جسد قتل برصاص "المارين بين الكلمات العابرة"!

التطبيع ليس فقرة من جمل وكلمات في بيان عابر يا من "سممتم عنبي وحطمتم لعبي"! لأن مقاومة التطبيع فلسفة مشروع يهدف فيما يهدف إليه إلى إزالة نجمة داؤود من بين الخطين الأزرقين، والتسجيل مكانها" أنا عربي" بدماء كل إنسان عربي قتله القائمون على تنفيذ مشروع هرتزل!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :