بصراحة الصمت الرسمي قاتل ولا بد من حراك!
شحاده أبو بقر
27-08-2009 03:29 PM
بصراحة حالة الصمت الرسمي السائدة في بلدنا العزيز تبعث على اللا ارتياح ، فلا بد من حراك " ولو اعلاميا" ، لتبديد هذه " الوحشة" التي ترافق تكاثر الاشاعات والاقاويل والتكهنات ذات العلاقة بظروفنا الاجتماعية وتزايد اعمال العنف العائلي والعشائري فضلا عن الظروف المالية للدولة وضغط الفقر وانحسار فرص العمل وتنامي عجز الموازنة وتزايد الاثار السلبية للاوضاع الاقتصادية العالمية على بلدنا الطيب.
نحب بلدنا ولا " منّية " في ذلك ابدا ، ومن هنا فنحن نتابع حديث الاشاعات عن التغيير على مستوى الدولة كلها كما نسمع ، لا بل فان بعضنا ذهب الى القول ان المملكة مقبلة على " تسونامي" سياسي كبير ، ونرى ان الامور ما عادت تحتمل الصمت فلا بد من حراك يتدارك الظروف ويضع الامور في نصابها السليم قبل ان تتفاقم سيول الكلام وغثاء الاشاعات ولفح المشكلات.
بصراحة ايام زمان كان لدنيا رجال دولة طبيعيون في كل قرية وكل مدينة وكل مخيم وبادية وحي ، يتحملون تلقائيا مسؤولية مواجهة التطورات وحل المشكلات ويقدرهم الناس حق قدرهم ليس لانهم كبار وحسب ، وانما لانهم متطوعون منذورون في خدمة الناس على حساب وقتهم وجهدهم ومالهم الخاص ، ولذلك استحقوا صفة الكبار والوجهاء ورجال الدولة وعن جدارة ، وكان هؤلاء اهلا للمهمة .
لسوء الحظ ربما سعينا للانتقال بالدولة والمجتمع من واقع اجتماعي عائلي عشائري له خصوصياته الطيبة الى واقع اجتماعي جديد تحت مسمى المجتمع المدني ( احزاب ، هيئات ، جمعيات ، اتحادات ... الخ) ، ولكن دون ان نكمل المهمة ، فلا نحن ابقينا على وضعنا الاجتماعي المحصن السابق ولا نحن الذين اكملنا رحلة الانتقال الى واقع جديد الغلبة فيه للاحزاب التي بمقدروها فرز قيادات ورجال دولة طبيعيين يقدرهم الناس ويحترمون وجودهم وادوارهم ويقبلون برؤاهم .
نحن اليوم في " المنطقة الحرام" على ما يبدو ، فلا العشائر عادت قادرة على انتاج رجال دولة بعد ان اهمل دورها ، ولا الاحزاب اخذت فرصتها لانتاج هكذا رجال دولة ،،، ومن هنا فنحن نعاني نقصا هائلا في وجود من نسميهم " رجال دولة" ولا حول ولا قوة الا بالله ، ومن هنا يختلط الحابل بالنابل ويصبح حتى صعبا ان تجد اشخاصا مناسبين شعبيا ليكونوا وزراء او نوابا او اعيانا ، فالكل بلا استثناء يعتقد بانه اهل للمهمه ، والكل يرى ان الاردن لن يصلح الا به .
نعم... بصراحة نحن بامس الحاجة الى حراك ما لمعالجة الوضع القائم الذي يزعج الناس ويغص كل من يدعي حرصا على البلد ، فلا بد من عمل ما ينهي هذا الصمت المطبق وهذا الوضع غير المناسب حيث التشاؤم والقلق والاشاعة والخوف هو السمة العامة للمجتمع .
نعتقد ان بلدنا قادر بمؤهلاته على تجاوز كل صعب ، فالامر يحتاج فقط الى مبادرات مبدعة والى كلام مبدع وتواصل مبدع مع الناس وتأكيد لاصالة مؤكدة ونفي لاكاذيب منفية ، فهذا الشعب الكريم المسكون اصلا بهاجس الالتفاف الصادق حول قيادته الكريمة بحاجة فقط الى من يطمئنه بالكلمة والفعل والتحديث واتخاذ القرار الصائب على ان حاضره بخير ، وتلك مهمة ليست بالعسيرة ابدا ، اما الصمت فقاتل ومؤذ وخطير خاصة عندما تشتد حمى الاشاعات وحديث الفساد والفقر والتطرف والعنف الاجتماعي ،،، والله من وراء القصد .
She_abubakar@yahoo.com