في البيان المشترك الذي صدر باللغة العبرية في لندن, لم يتفق ميتشل مع نتنياهو حول الاستيطان واتفقا على ضرورة بدء »مفاوضات مفيدة« مع الفلسطينيين, كما اتفقا على عقد جولة اخرى في واشنطن من أجل انعاش عملية السلام!!.
لقد قطع نتنياهو البحار والبراري وحط في لندن ليعلن فقط بأنه يرفض تجميد الاستيطان, وان »القدس عاصمة ابدية لاسرائيل«!!.
ويبدو ان رئيس حكومة اسرائيل يستخف بذكاء وعقول الناس ويتحدث باسلوب مضلل ومراوغ وكاذب, خصوصاً عندما قال ان »مسألة الاستيطان مشكلة, ولكن المشكلة الاساسية هي رفض الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل دولة يهودية« والأمر الآخر الأكثر غرابة انه قال ان »المحادثات مع الفلسطينيين تحرز تقدما« ونحن نعرف ان ليس هناك محادثات كي تحرز تقدماً...
ولان ليس لدى الفلسطينيين الآن ما يقدمونه أو يتنازلون عنه يحاول نتنياهو استخدام مسألة الاستيطان و»التجميد المؤقت« للحصول على مكاسب أو تنازلات عربية, اولها فتح الاجواء أمام الطائرات الاسرائيلية وفتح مكاتب تمثيل تجاري لاسرائيل في عواصم عربية لا تربطها مع اسرائيل معاهدات سلام!!.
نتنياهو يناور ويراوغ ويريد ان يلفت الانتباه والانظار الى قضايا جانبية متشعبة لكسب المزيد من الوقت لخلق أمر واقع جديد على الارض الفلسطينية ينهي امكانية قيام دولة متصلة أو حتى حكم ذاتي, لأن المشروع الاسرائيلي يهدف الى عزل القدس عن باقي مدن الضفة الغربية وعزل تلك المدن في جزر غير مترابطة او كانتونات صغيرة, أو تجمعات سكانية غير متصلة...
لذلك يجب الحذر من »الفخ« الاسرائيلي وعدم الخوض في قضايا جانبية والتركيز على القضية الأهم »ام القضايا« وهي الاحتلال, يجب ان يتمسك قادة السلطة وبدعم عربي من خلال موقف موحد بالانسحاب الاسرائيلي من جميع الاراضي المحتلة وانهاء الاحتلال, لان المشكلة هي الاحتلال, مع التمسك بحق عودة اللاجئين وبالقدس عاصمة للدولة الفلسطينية...
نقول ذلك لان مباحثات نتنياهو وميتشل تتمحور حول تجميد الاستيطان والتطبيع مع الدول العربية, ولن نتطرق الى قضية الاحتلال في أي لقاء أو جولة مفاوضات تمت بين امريكا واسرائيل...
Kawash.m@gmail.com
عن العرب اليوم.