في صباح يوم الجمعة الموافق 21 من الشهر الحالي دقت اجراس كنيسة الروم الارثودكس في مأدبا لتعلن جناز الثالث والتاسع للفقيد الغالي المرحوم بأذن الله الدكتور سمير كرادشة
وفي مساء ذلك اليوم دقت اجراس مدينة الفحيص لتعلن زواج مهندس الكومبيوتر زيد كمال ابو دية على صاحبة الصون والعفاف مهندسة الكومبيوتر نيفين كرادشه ابنة اخ المرحوم الدكتور سمير كرادشة بحضور معظم اهل الفقيد.
لقد توفي الدكتور سمير كرادشة وهو يمارس الرياضة في احدى صالات النادي الارثودكسي باربعة أيام قبل ميعاد عرس ابنة اخيه .الامر الذي جعل آل ابو دية الكرام التوجه لال الفقيد لمشاطرتهم الامهم واحزانهم ، وفي الوقت ذاته لاعلام اهل الفقيد بتأجيل عرس ابنهم لأجل غير مسمى. ولكن رجال ال كرادشة الكرام اعلنوا بكل اباء وشمم بان مراسيم العرس وكافة الاحتفالات يجب ان تتم في موعدها المقرر وأبوا ان يتم اي تعديل في البرامج المقررة ..وتكلم والد العريس الدكتور كمال ابودية وقال اذن سنكتفي بالقداس لعقد الزواج وسنلغي كل الاحتفالات . أصر والد العروسة السيد نصري كرادشة بألا يختصروا حتى زغروطة واحدة....وقال ان امنية العم الفقيد هو ان يتم هذا العرس ، وباركة ، وكان من اول المشجعين له ..فوفاءا لأمنيتة ورغبته يجب ان يتم العرس بحينه وبوقته المحدد ..واسترسل يقول لا يجوز ان نحرم العروسة من حلمها الذي راودها طول حياتها بان يكون لها عرسا كبيرا ، وبهجة لا مثيل لها ..فهي ستكون عروسة مرة واحدة في حياتها ويجب الا نحرمها من هذه المتعة والتي تحلم بها كل انثى في هده المعمورة...وهكدا اتفقت العائلاتان ابو دية وال كرادشه على ان يكون العرس والاحتفالات بموعدهما وببرنامجهما المعد مسبقا.

وفي 21 من الشهر الحالي تم الزفاف بحضور العائلتين وشارك الكرادشة باستثناء زوجة الفقيد حفلة العشاء والسهرة ودبكوا الدبكات الاردنية وشاركوا الاحتفالات كاملة. واكراما لابنتهم العروسة اخفوا احزانهم الدفينة وشاركوا بالاحتفالات بغصة موجعة ولكنهم اخفوا دموعهم المحبوسة وتصرفوا بكل حكمة ونزاهة وشرف وكانت سهرة رائعة عاد الضيوف الى بيوتهم فرحين مغتبطين ..وعادوا ال كرادشة الى ديارهم ليستأنفوا حزنهم وعزائهم بفقيدهم الغالي.

الرجال مواقف ..وهدة المأثرة ليست بجديدة على ال كرادشة احد اكبر عشائرنا العربية النصرانية الارثودكسية في الاردن...ولكنها اضافت نوعا من الشهامة العربية والتي لا يقدر عليها الا الرجال اصحاب المواقف العالية والاخلاق النبيلة والنشمية الفريدة من نوعها ..فيا ال كرادشة الكرام فالنيابة عن ال ابو دية الكرام اقول شكرا لاخلاقكم النبيلة وشكرا لشهامتم الاصيلة وشكرا لحكمتكم السديدة ..وارغب ان اضيف ما قالاه لي كل من شقيقتي وزوجها الدكتور كمال ابو دية ، "ان تصرف ال كرادشة يدل على منتهى النبل والشهامة، وقد لمسنا الحزن الدفين في قلوبهم والتي استبدلوها بابتسامات لتدخل الفرح والبهجة في قلوب العروسين والحضور ..وكانت تصرفاتهم الحكيمة في منتهى الانسانية والعظمة ...فحقا الرجال مواقف" .

نحن كأردنين نفخر بالعادات العشائرية ، ونامل ان تستمر لانها كنز علينا الحفاظ عليه ..فالحي ابقى من الميت على وارادنا الله العلي القدير ان نستمر في الحياة والا ننسى من انتقلوا من هده الدنيا بل ارادنا ان نذكرهم دوما في صلواتنا ، فارواحهم دوما معنا وستبقى ما دمنا احياء