نمر بمرحلة غاية في السوء في مختلف المجالات : السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية . ولا اقصد من هذا الكلام نشر الإحباط بين الناس ولكنني أقصد استثارة كل غيور للتحرك لوقف المهزلة التي تمر بها أمتنا ، والتحرك لن يكون إلا إذا اتفقنا على تشخيص المرض .
في المجال السياسي نشهد على مستوى الرؤساء حكاما" يعتبرون البلاد التي يحكمونها " ولا أقول يقودونها " مزارع لهم وما الناس إلا مجرد قطيع يذبح أو يحلب !! كيف يقبل من عنده ذرة عقل وانتماء أن يقود بلدا" رجل مقعد اهترت مقعدته من كثرة الجلوس على الكرسي ! كيف يقبل رجل مسن يقود بلدا" مسلما" امتلأت شوارعه بالجيل الشاب ، وفي بلده صحوة إسلامية ومع هذا يقف هذا المسن ليعلن أن لا علاقة لدولته بالاسلام ويعلن في رابعة النهار التطاول على قانون الإرث القرآني ؟! كيف لثالث جاء على ظهر دبابة للحكم بينما اليوم يقول انه لا يقبل الاحتجاج وان الطريق الوحيد هو الصندوق الانتخابي؟! ولا يلتفت لانشطار بلده في عهده الميمون الذي سيؤرخ بصفحات سوداء ليطلع عليه الجيل القادم .
ولن أتحدث عن الديمقراطية الكاذبة التي يتبجح بها بعض أصحاب المزارع بينما هو يدير اللعبة الديمقراطية لانها لعبة وليست نهجا" حقيقيا" !! ولن استطرد عن وضع الأحزاب الديكورية التي صارت في غالبها أحجارا" على رقعة الشطرنج ! ولن أتحدث عن ازدهار السجون التي بلغت في بعض البلدان ستين سجنا" فيها من الأهوال ما تشيب له الولدان ! وهل نفتح صفحة الاغتيالات والمطاردات واغتيال الشخصية بدون اخلاق ولا مبادئ !! إنهم يردون الاستئثار بكل شيء في المزرعة ولا يفكرون بنهضة أمتهم ولا ما يكتبه التاريخ بل همهم لحظي محصور في المال والشهوة والفرعنة وقطع كل رأس يفكر .
ما الذي سيورثونه بعد مغادرتهم ؟ مديونية وأراض مسلوبة ورؤوس منخفضة بين الأمم رغم أن الله قال ( كنتم خير أمة ) ! . إنهم بسياساتهم يشككون بكلام الله إذ كيف نكون خير أمة بينما الأمم تنهشنا وتنهب خيراتنا ؟ ومجرد مرور المواطن العربي في شارعه يرى بضائع الأمم تغزو سوقه فهو مجرد مستهلك وهذا يعني ذهاب انتاجنا للخارج فإذا صرفنا ما معنا ذهبنا للبنك الدولي نطلب لنغرق البلاد والعباد في مديونية اقتصادية تتبعها تبعية سياسية .
أمة اليابان ضربها الأمريكيون بالنووي ومع هذا عادت قوية ذات قيمة بين الأمم . أنهزمت ألمانيا وقسموها وها هي تعود موحدة باقتصاد قوي فما بالنا نحن ؟ ما الذي ينقصنا سوى الإدارة للموارد البشرية والطبيعية والسياسية والاقتصادية . الفرصة موجودة بأن نقرر أننا نريد أن نكون .
أما أن نستمر في غينا وضعفنا وشهواتنا واستسلامنا فلن يتغير حالنا بل ستزداد الهوة وربما يتسع الخرق على الراقع ولات ساعة مندم حيث سيجرفنا الطوفان نعم سيجرفنا جميعا" .