حرائق مفتعلة في الحقل الإعلامي ؟!ممدوح ابودلهوم
13-05-2007 03:00 AM
أرجو أن أكون مبالغاً في إعطاء الحريق وصفاً للذي يجري على الساحة الإعلامية ، من حروب مفتعلة نتمنى أن لا تعصف ديمقراطياً ووطنياً بالجسم الصحفي بخاصة ، وبمستوى الخطاب الإعلامي كأقنوم من أقانيم التغيير بمعنى التحديث بعامة ، إذ أن أي توصيف أخر سينزل في باب الإستخذاء في مقابل الإستقواء على الوطن في توجهه الديمقراطي ، ومهما يكن فإنه يبقى العنوان الأخف وطأة على المتابعين لهذا المسكوت عنه ، خوف ما سيكون عليه الواقع مستقبلاً إن ظل هذا السكوت مخيماً ، مستنيماً للخيار النعاميّ دفناً للهامات النخيلية في الرمل الساخن ، ذلك أن ما يُشعَلُ من حرائق بين مفتعلة ومفخخة هي ليست وليدة هذا الراهن ، بل هي محصلة لتراكمات تعود تاريخياً إلى عقدين من الزمان أو تزيد ، تشكلت عناصر مركبها البغيض من غير مستصغر شرر تتباين في الهوى حتى لا نقول وفي الهوية أيضاً ، بل وتتزيّا كل مرة بزيٍّ جديد وتتخفى أيضاً وراء قناع مختلف ، لكن كان الطيبون أصحاب النوايا الحسنة دائماً لها بالمرصاد ، مع أن بعض النوايا الطيبة قد تودي أحياناً إلى الجحيم ، وبخاصة حين تنقلب الموازين وتختل المعادلات بحيث يصبح الجهر وطنياً بإزاء وخيم عواقبها حراماً سياسياً !. إنتابني ضحك لكنه كما البكاء وأنا أقرأ السطور الأولى في مقالة مراسل القدس العربي في عمان ، دفاعاً ليس غريباً أو مستهجناً على كل حال عن رئيس مركز حماية وحرية الصحفيين ، في مواجهة الأخير لبيان نقابة الصحفيين حول استطلاع أجراه مركزه حول الحريات الإعلامية في الأردن ، ثم راح يستبد بي لون خاص من الغضب ما بعد تقدمة المقال ، حتى إذا ما انتهيت منه وقرأت التعليقات المناصرة له على هامشه ، تحول الغضب إلى غضبة سأنعتها بالإنسانية فقط خوف حريق متربص ترفضه أجنداتي ، إذ لم أقرأ أي كلمة تقول خيراً أو حتى تنصف البيان أو النقابة أو النقيب ، وإذ لا بواكيَ مع يقيني أنهم الكثرة الكاثرة والأغلبية الساحقة من القابضين على جمر النهوض الإعلامي في الوطن ، فإنني كمواطن مثقف وكاتب صحفي أفخر بانتسابي حدّ الإنعتاق ، لهذا الخندق الحضاري عبر خطاب نهوضه الإنتمائي في المقام الأول ، وإذ أقفز أيضاً عن التراشق الأحادي حتى لا أقول الأحول كونه من طرف واحد لا بين طرفين ، وذلك بحق النقابة بنقيبها وخطابها الوطني كونها واحدة من أذرع المسيرة الديمقراطية في البلاد ، فإني أعترف – وأنا هنا أسوق مثالاً واحداً (فقط) – بأنني لم أقع على تخريجة بروتوكولية واحدة ، أو أجد تفسيراً ديمقراطياً أو حتى أخلاقياً واحداً ، يسعف في فهم موقف رئيس المركز حين جلس على المنصة الرئيسة ، و وضع أمامه باقة الزهور كالعادة في البحر الميت ، حين دعا رئيس مجلس النواب إلى مؤتمر صحفي على هامش (مواجهة الاثنين) بين نواب وصحافيين تحت القبة ، إذ أن المؤتمر هذا قد جاء بعد حسم الخلاف بزيارة معاليه معتذراً إلى نقابة الصحفيين ، والتي كانت بحق لفتة حضارية وطنية فضلاً عن أن معاليه قد (لعبها صح) وجاءت (ضربة معلم) ، حين اعتذر شفهياً وخطياً وغطته في اليوم التالي جميع وسائل الإعلام بمعنى إغلاق الملف (نهائياً) ، فلماذا إذن استناداً إلى ذلك تصديقاً له ومصادقة عليه قام رئيس المركز بتلكم الدعوة / المؤتمر ؟، فإن لم يكن ذلك نكئاً لجرح قد تم علاجه في حينه في بيت الصحفيين .. فماذا يكون ؟، أيكون – من باب حسن النية – حجاً آخر لمَحجٍ مختلف لا نعرفه – إذ لا حج (والحجاج راجعين) ؟، أم تراه إقصاءاً وتهميشاً ومصادرة لدور النقابة ونقيبها ، في حل مشكلة قد نجحا في حلها على الوجه الأمثل أو المطلوب ؟، أنا لن أجيب ولن أعلق بأنه قد يكون أيضاً ، حركة التفاف أو دق إسفين أو حجراً ألقاه مجنون في بئر الحال – كما يقول العوام !، أكتفي هنا .. ربما مؤقتاً ، بهذا القدر من التساؤلات أضعها برسم الإجابة من لدن العارفين !. ومهما يكن .. خلوصاً – وحديث حرائق الإعلام هذه الأيام هو حديث طويل متشعب ، بل ومنتن أيضاً تزكم رائحته أنف الوطن ، فإذا كان المقصود هنا هو شخص نقيب الصحفيين – باعتبار ما تقوله سطور هذه الحرائق ، فحسبي إذن كمواطن ومراقب أن أقول في ذلك ورزقي على الله ، أن زيت عجلون هو زيت مبارك وأصيل فيه شفاء ومشعل وعنوان ، وأن شجرها الحرجيّ الباسق الشأن الضارب الجذور في عمق الأرض ، عراقة وشموخاً ، هو حدٌ وحياض وراية من رايات أردن الهواشم العظيم . ] |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة