أرجوا الموافقة برفع الأيدي .....كدلك الرفض برفع الأيدي .....,عبارة نسمعها كثيرا داخل الأجتماعات والمؤتمرات وفي أوساط المجتمعات التي تعتبر الديمقراطية نهجا في جميع شؤونها الداخلية والخارجية ,حيث أن رفع الأيدي يعني التعبير عن رأي رافع تلك اليد فقط وليس سواه وبالتالي كل فرد يمكنه أن يدلي بدلوه ويقدم فكرته الخاصة به بصورة مستقلة ودون الرضوخ لما تراه القيادة ,ولا مانع هنا من التأكيد على حقيقة أن معرفة رأي الجمهور لا تعني بالضرورة الأخد به ,ولكن الفكرة هي ورود امكانية التعبير ,أعود وأدكر بأن هادا مطبق في دول تقوم على مبدأ الحريات ,ولكن من الملاحظ أن عادة رفع الأيديداخل مجتمعنا أصبحت مرتبطة بمصطلح آخر ألا وهو الرضوخ والأستسلام برفع الرايات البيض ,وكل من يفكر برفع يده محتجا أو رافضا كان نصيبه العقاب .
فها نحن نرفع رايات الهزيمة أمام وحش كاسر يأكل الأخضر واليابس ,يختار ضحاياه من فئة المواطن العادي الدي لا يملك سوا رفع يديه كاشفا عن جيوب مهترئة فيها بقايا راتب متضائل ومجموعة من الفواتير مستحقة الدفع ,وهاتف نقال أضناه رنين زوجة وأطفال ينتظرون بفارغ الصبر طعامهم اليومي ,أعتقد أنكم عرفتم من هو وحشنا الدي نتحدث عنه ,انه الغلاء الفاحش الدي طال كل شيء في حياتنا ,بداية بمأكلنا ومشربنا نهاية بمدرسة وحقيبة كتب أطفالنا.
ننادي بالديمقراطية كل يوم ونهتف للداعين للحريات بالتأييد ولكن هناك دائما من يهز كتفنا لنصحوا من أحلامنا ونرى حقيقة واقعنا المرير الدي نعيش ,وعلى شفاهنا تساؤل مشروع ,هل نحن فعلا في بلد أبو الحسين دات الثقافة والمدنية أم نحن في غابة من الوحوش صيادي المال ,فلا يوجد عدر مقبول لما تعرض له الدكتور محمد عبيدات رئيس جمعية حماية المستهلك من محاولة دنيئة للأعتداء الجسدي من قبل مجموعة من أصحاب الملاحم ,حيث قام أحدهم باشهار ساطور يستخدم في تقطيع اللحمة بوجهه,أثناء قيامة بجولة استطلاعية لآثار حملة مقاطعة اللحوم الحمراء التي أطلقها بعد التصاعد الخيالي لأسعارها ,بالاضافة الى الأعتداء اللفظي من خلال توجيه الشتائم والألفاظ البديئة له على بعض المواقع الألكترونية ,بحجة أنه من أطلق رصاصة الانطلاق للمقاطعة .
هل وصلت بنا الأمور الى هدا الحد من الهمجية في التعامل ,وهل عدنا بثقافتنا ومدنيتنا الى القرون الرجعية ,فأصبحنا نطبق شريعة الغاب ,أم أنتهاك القانون والعرف أصبح تحت مسمى شطارة ,نحمد الله على سلامة الدكتور عبيدات ,الدي لن يحده عن آداء رسالته أي شيء ,نشد على يد كل الشرفاء المنتمين من أبناء هدا الوطن الطيب ,مناشدين كل تاجر أو متنفد لم يمت ضميره بعد أن يضع مخافة الله نصب عينيه خلال أيام هدا الشهر الفضيل وكل عام وأنتم بخير ووطننا وقائدنا بخير .