عمون – محمد الخوالده - بلال شاب كركي حصل قبل سنوات وبامتياز على درجة البكالوريس في علم الاجتماع ، عاش بلال وقد دون اسمه في سجل الشرف الجامعي نشوة وعنفوانا معتقدا انه غادر وأسرته التي أنفقت مافي جعبتها لتعليمه، وربما على حساب لقمة زادها أيام الشقاء ، وان ابواب المستقبل الواعد باتت مشرعة .

اعتقد بلال ان تميزه الذي بذل لبلوغه من راحته وصحة نظره واعصابه وجسده الكثير سيعني لصاحب الشأن شيئا، بحصوله على وظيفة ربما منحة لاكمال الدراسة العليا ، ليتأكد بلال وقد توالت السنون أن مقولة " لكل مجتهد نصيب هي " مجرد شعار" ، حتى أدرك بعد طول انتظار ان الحظوة تبقى في غياب العدل والانصاف حكرا على الذوات والمنعمين ، اما عباد الله المتعبون فليس لهم الا عدل السماء والتمسك بالامل وادامة احلامهم المشروعه .

سنوات طويله عاشها بلال باحثا عن أمله بفرصة عمل ، طرق الابواب بعزة نفس راغبا بدخل مهما قل يقيل عثرة الاسرة ويجلي ضنك عيشها.

جرب بلال تجارة "الشنطه" لكن عسر السوق وضيق ذات اليد أفشلا مسعاه .

حاجة بلال وأهل ضرسهم العوز كانا الدافع له لادامة بحثه عن عمل، لينخرط أخيرا بوظيفة عامل وطن في بلدية الكرك.

بلال كسر ثقافة العيب بإيمانه أن العمل لم يعبه ولم يمنعه من حمل المكنسة باعتزاز ،ليطوف غير آبه او متحرج من معرفة او صديق قد يراه بين أزقة وشوارع وسط مدينة الكرك.

حالة أكسبت بلال المزيد من الاحترام فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الكرك وغيرها إشادة بموقفه ، ليقول له الجميع "بلال لا تغادر احلامك".