حال السفراء بين الامس واليوم
السفير الدكتور موفق العجلوني
04-03-2019 12:22 AM
سؤال برسم الاجابة ؟ هل سفراء اليوم "وانا احدهم " بصفاتهم و انجازاتهم و تمثيلهم و حمل امانة رسالات ملوكهم و رؤسائهم و امرائهم و بلدانهم و شعوبهم يشبهون سفراء الامس . لست بموقع لتقيم سفراء اليوم لاني احدهم ، لكني بموقع استطيع ان اعرج على صفات سفراء الامس ، و هم القدوة والمثل الاعلى في الدبلوماسية و السياسية والارادة والادب الجم والخلق الكريم و الكياسة و الولاء و الانتماء و الانجاز سياسياً واقتصادياً و دبلوماسياً.
غالباً يعرف السفير بأنه الموظف الدبلوماسي الأعلى الذي يترأس سفارة لتمثيل بلاده في الخارج ، حيث يُوفد السفير للدول أو الأقاليم المستقلة الأجنبية أو المنظمات الدولية ليمثل حكومة بلاده أو بلادها،إن كانت سفيرة. ولمرتبة السفير عدة القاب ، أكثرها شيوعاً وأعلاها مرتبةً هي "سفير مفوض وفوق العادة ، اي مطلق الصلاحيات . بعض الدول تعيّن بعض الموظفين الدبلوماسيين بمرتبة "سفير ويكلّفون بمهام خارجية محددة دون إقامة طويلة في الخارج ويعملون كمستشارين لحكوماتهم .
كانت بعض الحكومات تعين موظفين دبلوماسيين بدرجة "وزير مفوض" وهي احدى الدرجات الدبلوماسية المنصوص عليها بالنظم الدبلوماسية ووفقاً لاتفاقية ڤيينا المنظمة للعلاقات الدبلوماسية والموقعة في 1961م و اتفاقية فيينا ١٩٦٣ م وهذه الدرجة هي الدرجة الأقل مباشرة من مرتبة السفير وتعطيه صلاحيات السفير او السفير المفوض و فوق العادة لتمثيل بلاده لدى حكومة الدولة المضيفة .
أما دولة الفاتيكان فترسل غالباً سفيراً يدعى "المبعوث الرسولي" و يكون سفير مفوض و فوق العادة و قضى العرف و خاصة في الدول الاوروبية ان يتولى المبعوث البابوي عمادة السلك الدبلوماسي و حتى لو مضى على وصوله و تقديم اوراق اعتماده يوم واحد .
يتمتع السفير و اركان السفارة و ممتلكاتها بحصانة دبلوماسية يمنحها لهم البلد المضيف وفقاً لاتفاقيتي فيينا ١٩٦١ و ١٩٦٣.
من المتعارف عليه أن يكون السفراء على درجه عالية من الثقافة والكياسة والسياسة وإتقان عدة لغات .
تاريخياً سبق المسلمون غيرهم من الأمم والشعوب في وضع شروط وقواعد لاختيار السفراء والرسل والمبعوثين ، لأن السفير يعكس صوره أمته وثقافتها وحضارتها أينما حل وأينما توجه، فهو ليس ممثلاً لدولته فحسب بل ممثلاً لرسالة الإسلام، ومما لا شك فيه أن شخصية السفير وأمانته وتقواه لها أبلغ الأثر في تعزيز العلاقات بين البلد المعتمد فيه و بلاده عن طريق أعماله وتصرفاته وكلامه ومحاسن أخلاقه.
ويمكن القول أن الكثير من الأمم السابقة قد وضعت شروطاً وقواعد لاختيار السفراء وعندما جاء الإسلام أقر تلك القواعد وأخذ بها مثل الأمان الممنوح للرسل والسفراء فقد كان معروفاً من قبل، كذلك فإن أسس اختيار السفراء كانت معروفة من قبل عند الأمم ذات الحضارات فقد جاء في الحضارة الهندية في وصايا الفيلسوف (مانو) قوله: يجب أن يختار السفير من بين العارفين تماماً بكل القواعد بحيث يستطيع أن يفهم حقائق الأشخاص من هيئتهم ومنظرهم وحركاتهم، وأن يكون نقي الصفات غير قابل للفساد نشيطاً رفيع النسب.
اشترط المسلمون صفات كثيرة للسفير لكي تنجح سفارته ويستطيع تأدية مهمته على الوجه الأكمل كما أن المسؤولية في اختياره تقع على رئيس الدولة ، فإن أحسن الاختيار صلح الأمر الذي من أجله بعث السفير لأنه السفير هو ممثل للأمة كلها، ومما لا شك فيه أن الصفات التي اشترطها النبي الأكرم صلى الله عليه وسلم تختلف عن الصفات والسمات التي يمتاز بها السفراء اليوم ..!!!
و من اهم الصفات التي كان يتصف بها السفراء في العهد الاسلامي الصفات الخلقية و حصافة الرأي وكمال العقل والحكمة وطلاقة اللسان . والحصافة الخُلقية و معناها نفاذ الرأي ، وحصافة العقل والحكمة مع طلاقة اللسان في الكلام ومعرفة مخارجه ومداخله، فعلى رئيس الدولة أن يختار السفير من صفوة الأشخاص علماً ورأياً وحكمةً، وضرورة توخي الدقة في اختيار السفراء، وقد جاء في كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن قوله “وأرسلت لكم من صالحي أهلي وأولي دينهم وأولي علمهم“، مما يدل على أنه عليه السلام اختار شخصاً تتوفر فيه صفات الكمال من صلاح وعلم ودين، وهي صفات مطلوبة لنجاح السفير في عمله.و هذا يذكرني عندما ارسل المرحوم جلالة الملك حسين طيب الله ثراه المرحوم معالي الشيخ نوح القضاه سفيراً الى طهران .
وقد قال عليه الصلاة والسلام ” من استعمل رجلاً على عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين ” ، طبقاً لذلك فإن الرجل المناسب في المكان المناسب بمعنى أن يتم الاختيار وفق الأصلح وصاحب الكفاءة والخبرة ، وبناء على ذلك اختار عليه السلام سفرائه ورسله إلى الملوك من أهل الذكاء والفطنة والحكمة ، وقد أرسل عليه السلام عمرو بن العاص إلى جيفر وعبد أبني الجلندي ملكي عمان فلما وصل عمرو بن العاص إليهما وجد أخ الحاكم أسهل خلقاً من أخيه فبدأ به عمرو بن العاص مع أن الرسالة موجهة إلى أخيه لكي يكون مدخلاً إلى أخيه فيسلم وفعلاً كان ذلك .
وكذلك قصة حاطب بن أبي بلتعة الذي أرسله عليه السلام إلى المقوقس حاكم مصر فقال له المقوقس عن سيدنا محمد: ما منعه إن كان نبياً أن يدعو على من خالفه وأخرجه من بلده فرد عليه السفير بقوله: وما منع سيدنا عيسى عليه السلام وقد أخذه قومه ليقتلوه أن يدعو الله عليهم فيهلكهم، فقال له المقوقس: أحسنت أنت حكيم جاء من عند حكيم.
والشواهد كثيرة من التاريخ الإسلامي التي تدل على حكمة السفراء وردهم بأحسن العبارات في المواقف الصعبة . و قد اهتم المسلمون بصفات السفير وأن يتم اختياره وفق تلك الصفات المعتبرة، ومنها أن يكون ذا نسب وشرف في قومه من أهل الفضل والصلاح لأن صاحب تلك الصفات لابد أن يقتفي آثار أهله كما يقول أبن الفراء ” ليكن من أهل الشرف والبيوتات ذا همة عالية فإنه لابد من مقتف آثار أوليته محب لمناقبها. ويضيف اختر لرسالتك رجلاً حصيفاً بليغا قليل الغفلة، منتهز الفرصة ذا رأي جزل، وقول فصل، ولسان سليط، وقلب حديد، عالماً بأحوال البلاد و العباد وسائر الأعمال ليناظر كلاً بحسب ما يراه من صوابه وخطئه .
و بالتالي كان الاشتراط لدى القيادة الاسلامية في اختيار السفراء أن يكون ملماً بكل العلوم والمعارف بمعنى واسع الثقافة والمعرفة بعلوم السياسة و الدبلوماسية و القانون الدولي و شؤون العامة و الخاصة . فلا يختار السفير إلا أن يكون رائع المنظر، كامل المخبر، صحيح العقل ، حاضر البديهة ذكي الفطنة، فصيح اللهجة، جيد العبارة، ظاهر النصيحة، موثوقاً بخلقه وأمانته، مجرباً حسن الاستماع والتأدية ، كتوماً للأسرار، عفيفاً عن الأطماع الشخصية ، غير منهمك في الفواحش و الرذيلة ، فكل هذه الصفات يعود نفعها على الدولة و قيادتها و مصالحها السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية .
علاوة على ذلك هنالك امور اخرى يجب ان يبتعد عنها السفير الناجح اذكر منها: العصبية و الحدة و الحسد و الغفلة والعجلة و النميمة والكذب والضجر ، و العجب و الهذر ، لأن تلك الأخلاق الذميمة تفقد السفير مكانته، وتقلل من أداء مهمته، وكلها عوائق تعيقه عن أداء مهمته بل أنها صورة شائنة له و لدولتة و شعبة لا بل لرئيس الدولة الذي يمثله.
بالاضافة الى ذلك لا بد ان يتصف السفير عند اختياره بالصفات الخلقية وهي صفات الشكل وتمام الهيبة لأن النفس تأنس بصاحب الوجه الحسن والطلة البهية مع توفر باقي الصفات الأخرى وقد سار الخلفاء من بعد النبي على هذا النهج فاختاروا السفراء ممن عرفوا بجمال المنظر وحسن الخلقة، وفي الحديث الشريف “إذا أبردتم لي بريداً فأبرودوه حسن الوجه حسن الاسم”، وكان عليه السلام يختار سفرائه ممن عرفوا بجمال الخلقة وحسن المنظر كما فعل مع دحية الكلبي الذي وصف بأنه “أجمل الصحابة وجهاً، ومن كبارهم، كما قيل أن دحية إذا قدم بلاد الشام لم تبق مخدرة إلا خرجت لتنظر إليه و لم تبق معصر أو عاتق إلا خرجت تنظر إليه، والمعصر هي الفتاة (الشابة) التي بلغت الحلم ، والعاتق هي المرأة البكر التي لم تتزوج .
فلابد أن يكون السفير وسيماً جسيماً يملأ العيون، وفي جمال الشكل يقول أبن الفراء “يستحب بالسفير تمام القد وعبالة الجسم حتى لا يكون ضئيلاً.. فإن الصورة تسبق اللسان، والقامة تستر الجنان“، ويضيف إلى حسن الخلقة أن يكون حسن الصوت وحسن الرواء والمظهر مقبول الشمائل حسن البيان جيد العبارة حافظاً لما يبلغ ليؤديه على وجهه... و اشترط في السفير صفات تؤهله وتميزه عن غيره لحمل الرسالة فالهيئة أي قوام الجسم مع جمال الشكل واللباس كل ذلك له دور كبير في إنجاح مهمة السفير أو فشلها .
وهكذا نجد أن النبي الكريم حرص كل الحرص على توافر صفات معينة في المبعوث أو السفير، ومن كانت هذه صفاته راق في العيون ومحبب إلى القلوب وأنست به النفوس وانشرحت لحديثه الصدور وبالتالي كان مجاباً إلى حاجته قادراً على تعزيز العلاقات بما يصب في المصالح العليا لبلدة و شعبه .
ولقد عرف العرب منذ القدم السفراء والمبعوثين فكانوا يختارون في أصحاب الحكمة والفطنة والذكاء وقد قالت العرب في أمثالها السائرة (أرسل حكيماً ولا توصه ) ، وكانت السفارات قبل الإسلام بقصد عقد الأحلاف لتسهيل مرور تجارة القوافل ، والتفاوض والتحكيم فيما يقوم بينهم من حروب ومنازعات وتقديم التهاني أو التعازي .
إن الحضارة الإسلامية قد سبقت الغرب في كثير من الأمور، واشترطت شروطاً للسفراء والمبعوثين حتى يقوموا بتأدية مهامهم على أكمل وجه، فكان يتم اختيار السفراء والمبعوثين من العلماء والفقهاء وأهل الذكاء والفطنة.
و بالتالي بالاضافة إلى حصافة الرأي وكمال العقل والحكمة والشخصية الفذة التي تستطيع التأثير في الآخرين والصدق والأمانة تحرص الدول في العصر الحاضر على أن تتوفر في سفيرها أو مبعوثها الدبلوماسي صفات مثل سعة الثقافة والمعرفة وسعة الاطلاع والعلم بالتاريخ وخاصة تاريخ البلد الموفد إليها وعادات أهلها وتقاليدهم وطريقة عيشهم ومعتقداتهم، وكلها من الأمور المهمة التي لها تأثير في عمل السفير، وتساعد السفير على أداء مهمته.
و يجب ان يتمييز السفراء بسعة الثقافة والفهم الدقيق للعلاقات الدولية و السياسة الدولية ، والإحاطة التامة بكل ما يتعلق بعمله الدبلوماسي و السياسي و القنصلي و الاحوال المدنية و كل المسائل التي تهم بلدة و البلد المعتمد لديها . وكذلك الخبرة الواسعة بالدولة المعتمد لديها أو الذاهب إليها لتبليغ رسالته، وبالناس الذين سيلتقي بهم، وتذكر لنا كتب التاريخ أن السفراء كانوا يتحدثون مع الناس ويناقشونهم في افكارهم و معتقداتهم حديث الخبير والعارف والملم بكل الديانات والثقافات و الحضارات .
إن أولئك السفراء كانوا من صفوة الأمة علماً وثقافة وخبرة بالأمم والشعوب والحكومات وبالإضافة إلى تلك الصفات نجدهم يتحلون بالصبر وحسن الخلق، ومراعاة حق مخاطبيهم في الفهم والمعرفة ، ولذلك كانوا يشرحون ويوضحون لهم، ويجيبون على أسئلتهم . أيضاً اتصف أولئك السفراء بسرعة مواجهة المواقف المفاجئة وحسن الحيلة، وتخلصوا من الانفعال والعصبية، وتمكنوا من تحقيق أهدافهم التي جاءوا من أجلها، بالإضافة إلى تمتعهم بحسن الفهم وحسن الخطاب وحسن العرض، ولذلك كانوا يتحدثون مع مخاطبيهم في بداهة عالية وهدوء ودقة متناهية ، و كانوا موصوفون بجودة الاستنباط و سرعة الجواب .
اهتمت دول الغرب باختيار السفراء والمبعوثين ومما لا شك فيه أنها أخذت الكثير من الفكر الإسلامي المستنير في هذا المجال حيث حرصت على اختيار سفرائها من أهل الذكاء والفطنة والعلم والسيرة الحسنة واللياقة الجسمية وحسن المنظر، واشترطوا على السفير أن يكون محباً لبلاده مدافعاً عن حقوقها، شارحاً وجهه نظرها بأحسن صورة وأفضل أداء.
لا نبالغ إذا قلنا إن الغرب قد أخذ الكثير من الصفات عند اختيارهم للسفراء والمبعوثين من الفكر الإسلامي الصحيح . فهذا المفكر الإيطالي ميكافللي يوصي الأمير أو الحاكم عند اختياره للأشخاص المحيطين به ومنهم بطبيعة الحال السفراء أن يكونوا لائقين ومن أصحاب الفطنة وحسن التصرف والتبصر بالأمور، وأن الخطأ الكبير لرئيس الدولة اوالحاكم او وزير الخارجية الذي يقترفه تكون في إساءة اختياره لذلك السفير .
وقد عرف البعض و خاصة في الغرب بان الدبلوماسية ارتبطت بالكذب والخداع و التجسس حتى أصبحت صفة الكذب مرادفة للدبلوماسية، وهي صفات غير مرغوبة إذ يجب على السفير أن يكون صادقاً، وأن يسمع أكثر مما يتكلم .
وحدد هارولد نيكلسون سبع فضائل يجب أن يتمتع بها السفير أو أي دبلوماسي وخاصة في عملية المفاوضات، وهي الصدق ـ الدقة ـ الهدوء ـ التواضع ـ المزاج الحسن ـ الصبر ـ الولاء . كما ان هنالك صفات وخصائص من المستحب أن يتمتع بها السفير وهي أن يكون عالماً خبيراً في الفلسفة و علم المنطق و قارئاً لأرسطو وأفلاطون و ابن سينا و الفارابي و غيرهم ، وقادراً على ايجاد الحلول للمسائل العويصة بصورة صحيحة.
والخلاصة أن الفكر الإسلامي سبق الفكر الأوروبي في الكثير من المسائل التي تهتم باختيار السفراء والرسل والمبعوثين لأنه اعتبر أن هذه المسائل من الأمور الشرعية المهمة، وعليها تقوم مصلحة المسلمين، ولذلك نرى الكثير من الفقهاء قد وضعوا شروطاً للسفير أو المبعوث، وأسهبوا في الحديث عن هذا الموضوع، كما أخذ القانون الدولي الحديث والدبلوماسية الحديثة الكثير من مفرداتهما من الشريعة الإسلامية .
خلاصة القول ، هل سفراء و سفيرات اليوم و خاصة السفراء الذين يعينون لاسباب ليس لها علاقة لا بالسياسة ولا بالدبلوماسية ، و لم يتلحقوا بالسلك الدبلوماسي و لم يتدرجوا من رتبة ملحق الى سفير مفوض و فوق العادة ، رحلة تتجاوز ربع القرن غنية بكل تجارب الدبلوماسية و السياسة و السهر على المصالح العليا للوطن ، و لا حتى يتمتعون ببعض صفات سفراء الامس ، هل سفراء اليوم قد اطلعوا على تاريخ وصفات سفراء الامس !هل جرت مقارنة بتجرد و مصداقية بين سفراء الامس واليوم او حتى تعلمنا من صفاتهم و التي ذكرتها في مطلع مقالتي .
ما يجري في عالمنا العربي من تشوية لصورة عروبتنا التي اعزها الله بالاسلام ، و خروج عصابات الارهاب و التطرف و الفكر الظلامي ، يعود بدرجة او باخرى لغياب دور السفراء الحقيقي في عالمنا العربي والاسلامي الذي كان يتمتع به سفراء الامس . من اوجد داعش وعصاباتها و ارهابها و تطرفها و ظلاميتها . هل من دور لسفراء الدول الغربية ( الصديقة ) المعتمدين في الدول العربية والاسلامية في تصحيح الافكار الظلامية التي لا تمت للاسلام بصلة من قريب او بعيد ، ام انهم انطبق عليهم صفات الجاسوسية و نقل الصور المظللة لبلدانهم ، دون تحكيم ضميرهم ووجدانهم . ما يجري في عالمنا العربي يعبرعن عجز الدبلوماسية و فقدانها للصفات الانفة الذكر لسفراء الامس ، حيث اصبح العسكر من يسيطرعلى الساحة الدبلوماسية ، و باعتقادي ان المبعوثين الاممين الذين يقومون بدور السفراء ما هم الا رسل حرب لا رسل سلام يخدمون اجندة دول بعينها و مصالح الكبار الذين لا تآذهم بالله لومة لائم و يحكم ضميرهم الشيطان ، لا بل احياناً يتبرأ الشيطان منهم ، لان عصابات داعش و التطرف والظلامية ما هي الا نتيجة مخططاتهم و مكرهم و خداعهم واطالة امد الصراع و القتال لمآربهم و مصالحهم .
لا بد من صحوة دبلوماسية يقودها وزراء الخارجية في دولنا العربية و الاسلامية ليكونوا هؤلاء الوزراء قدوة حسنة للسفرائهم في الداخل والخارج و يكونوا على قدر المسؤلية و عند حسن ضن وامل و طموح قياداتهم و ملوكهم و امرائهم و رؤسائهم .فبمقدار ما يكون وزراء الخارجية على كفاءة عالية في الخلق و الدبلوماسية و السياسة و الضمير الحي و مخافة الله و بعد النظر ، فمقدار ما يكون لدينا سفراء قمة في تمثيل بلدانهم في ارقى معاني التمثيل دبلوماسية و سياسة والسهر على المصالح العليا لبلدانهم و شعوبهم .