سبق وان حارب العرب امريكا بالشعارات يوم عجزوا عن الوصول اليها بدبلوماسيتهم واموالهم واعلامهم ويأتي اليوم الدور على ايران لممارسة حرب الشعارات .

امريكا ماردٌ اكبر شئنا ام ابينا ، ماردٌ بالقوة التي تمتلكها وتؤكدها في سبقها في كل شيىء . وسبقها الاحدث اليوم تكنولوجيا الاتصالات التي اضافت لها قيادة ثالثة للعالم بعد القيادتين الاقتصادية والعسكريه .

ربما لم تدرك حتى دول العالم المتقدم كم سيتحول استحواذ امريكا على التقدم التكنولوجي لنظام الاتصال العالمي الى مصدر قوة ضاربه لها يوسع من هيمنتها على العالم .

اوروبا بدأت تكتشف انها كما باقي دول العالم سوف تتحول الى مستعمرة رقمية لامريكا ان لم تكن قد تحولت فعلاً . لذلك شرعت فرنسا بخطة للتخلي عن خدمات محرك البحث جوجل لتلحق بالصين التي سبقتها في ذلك ؟.

اكثر من مرة تأكدت اكثر من دولة اوروبية ان الولايات المتحدة تتجسس على البيانات الرقمية في الخوادم المتواجدة على اراضيها . ولم يقف ذلك عند حدود التجسس على الشركات والبنوك الاوروبية بل وصل الى التجسس على رؤساء الدول كما حصل مع المستشاره الالمانيه ميركل والرئيس الفرنسي السابق اولاند واكتفيا باعتذار من الرئيس اوباما .

منذ الحرب العالمية الثانية تعوّد العالم على امريكا تتقدم تكنولوجياً على اكثر الدول تقدماً بما لا يقل عن عشرين عاماً ، حتى باتت مختبراتها في المجالات كافة اكبر مستودعات للاسرار العلمية في العالم .

ثورة الاتصالات التي فجرتها امريكا وتقودها اليوم تضع بين يديها قوة لا تنضب . وطموح دول العالم يتواضع اليوم الى مجرد التفكير بالنجاة من استخدام امريكا لهذه الثورة ضدها بدلاً من الطموح بالوصول الى المستوى الذي بلغته .

عودة للشيطنة كتوصيف اخلاقي تتصل بالشر ، فإن السياسات الامريكية جوهرها الهيمنة والاستعلاء ، تحركها براغماتيه عميقة وميكافيلية طاغيه . لكنها ليست الوحيدة التي لا تتورع عن الاضرار بغيرها في سبيل مصالحها . من ليس شيطاناً بين الدول فلأنه لا يملك ما تملكه امريكا من اقتصاد وسلاح وتكنولوجيا .

قد لا نكسب صداقة امريكا ، لكنه لا قبل لنا بمعاداتها . امامنا فقط تجنب معاداتها بالفعل العاقل والمدروس وصولاً الى معاقل الاعلام والمال والدبلوماسية فيها . هذا هو التحدي .