مؤتمر لندن .. الرسائل والدلالاتد. هايل ودعان الدعجة
03-03-2019 10:13 AM
يتوقف الكثير من المتابعين والمهتمين عند الرسائل والدلالات المستخلصة من وراء الدوافع والاسباب التي قادت دولة كبرى ومن فواعل النظام الدولي كبريطانيا الى التفكير بعقد ظاهرة عالمية خاصة بالاردن على ارضها وفي عاصمتها من اجل دعم اقتصاده واستثماره ، لولا انها وجدت انه اهلا لذلك ، ويستحق ان يجتمع العالم كله ، بدوله وهيئاته ورموزه المختلفة من اجله ، ليعبر له عن ادراكه لاهميته وقيمته في الساحة الدولية ، واعتزازه وتقديره للدور القيمي والاخلاقي الذي يضطلع به اقليميا ودوليا ، كصوت للحكمة والعقل وكرمز للمبادئ والقيم التي يحتاجها العالم في هذه الايام التي افتقد فيها جزءا كبيرا منها عندما تاهت بوصلته في زحمة الازمات والصراعات التي تعصف به . لقد جاءت هذه الفعالية التي تعقد خصيصا للاردن في واحدة من اهم عواصم دول العالم ، لتؤكد على المكانة الرفيعة التي يحظى بها الاردن ، وبانه محط اهتمام المجتمع الدولي وتقديره وبمشاركة دولية واسعة ، وذلك تتويجا للسمعة الطيبة التي يتحلى بها ، والتي امكن ترجمتها الى هذا الحشد الدولي الفاعل والمؤثر ، الهادف الى تمكينه ومساعدته في تجاوز الازمات والتحديات التي فرضت عليه ، والخارجة عن ارادته ، بصورة عززت من حضور الجانب المشرق والانساني في المنظومة الدولية التي عانت في السنوات الاخيرة من الكثير من المشاهد المظلمة والمأساوية التي اخذت تهدد أهم القواعد والاسس التي قامت عليها من امن وسلام واستقرار . وكأني بممثلي ٦٠ دولة من الدول السبع الصناعية الكبرى ، والدول المانحة والصديقة والهيئات الدولية الرائدة في مجال المال والتمويل ، جاءت لتقف على هذه المنصة البريطانية ، لتحيي الاردن وتكافئه على مواقفه وسياساته ، التي ابقت على بصيص الامل الذي يمكن من خلاله الدفع بها الى التفكير باعادة حساباتها واولوياتها واجنداتها ، بما يعزز من الايجابيات وصور التضامن والتعاون الكفيلة ، بانقاذ العالم من التداعيات السلبية المترتبة على التوترات والصراعات التي يشهدها من فترة الى اخرى ، بطريقة جعلته عرضة لوقوع العديد من المخاطر والتهديدات أكثر من اي وقت مضى . الى جانب حرصها على امن واستقرار الاردن تحديدا ، الذي قدم الكثير من التضحيات والادوار والمواقف الانسانية نيابة عن المجتمع الدولي في العديد من الملفات والازمات الاقليمية ، رغم محدودية امكاناته وموارده ، والظروف والاوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي يعاني منها . مما يعكس الاهتمام الدولي بالاردن والوقوف الى جانبه وعدم تركه وحيدا يصارع التحديات والظروف المختلفة التي فرضت نفسها عليه ، ممثلة بالازمة المالية العالمية ، وانقطاع إمدادات الطاقة ، وتداعيات ملف اللاجئين السوريين ، الذي شكل ضغطا على موازنته وبنيته التحتية وقطاعاته الخدمية والتنموية وموارده المحدودة . وكذلك اغلاق حدوده مع سوريا والعراق وانعكاس ذلك سلبيا على تجارته وصادراته الى الاسواق الخارجية ، وغير ذلك من التحديات الاقليمية والدولية . اضافة الى ما يمكن اعتباره ترجمة ونجاحا للدور الذي طالما لعبته الدبلوماسية الاردنية التي يقودها جلالة الملك في تسويق الاردن وترويجه اقتصاديا واستثماريا وعرضه للفرص الاستثمارية والحوافز والمزايا والقدرات التشغيلية التنافسية التي تميز البيئة الاقتصادية الاردنية ، بهدف استقطاب الاستثمارات الخارجية وتوطينها واقامة الشراكات التنموية والاقتصادية مع كبرى الشركات والاقتصادات العالمية، وجعل الاردن مركزا اقليميا للعديد من النشاطات الصناعية والتقنية والفنية والتدريبية، بحيث يصبح بوابة للاعمال والتجارة الاقليمية والدولية . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة