عند قدوم منخفضات ومرتفعات جوية او سعرية، وبعد اي مفاجئات ومغامرات حكومية او شعبية؛ تنطلق الكلمة العفوية (إلحق)!!
إلحق وعلى الرغم من بساطتها، الا ان لها دلالات عميقة وعديدة، فهي الكلمة المعبرة عن نقص البيانات وعدم ادراك التوقعات؛ (إلحق) تستخدم للتشهير والتمرير في بعض الحالات، وهي الكلمة التي لا تحتمل القسمة عند زيادة الإساءات، والمفضلة لدى الاغلب مع سيطرة الإشاعات!
عندما تضيع الحقيقة والمعلومة الدقيقة، عندما يتأوه الإعلام وتُطمس الأقلام، عندما يُكرم الجاهل ويُستبعد العالم، عندما تخرج الامور عن طبيعتها وتسير في اخطائها، عندما تصبح قراراتنا إرتجالية لا مؤسسية، واهدافنا شخصية لا وطنية، عندها (إلحق) على كم الإصلاحات المفقودة والإشاعات الموجودة، (إلحق) على المزايدات والتصريحات التي ستسرح وتمرح، تجنح وتجرح!!
لقد آن الاوان الى الانتقال من (إلحق) الى (الحق)، الحق الذي يعرف من خلاله المواطن حقيقة الحاضر وواقعية المستقبل؛ (الحق) الذي يجعل الامور اكثر وضوحاً وعمقاً، علماً واملاً؛ (الحق) الذي يبين ما تتناقله المواقع من اخبار واسرار! وصولاً لشفافية اكبر وموضوعية اكثر، لمعلومات موجودة لا مبتورة، لتصريحات منطقية لا هوائية!
ان الإصلاح المنشود هو ذلك القائم على (الحق والصدق) لا (إلحق وإعلق)؛ المبني على اساسات قوية لا رصاصات صوتية؛ يُساعد في كل ذلك إرتفاع منسوب المعلومات المفيدة بما ينعكس ايجاباً على معدل الإشاعات العقيمة، كما ان زيادة التصريحات الحكومية الدقيقة سيؤدي الى إنخفاض نسب التحليلات الركيكة؛ لنجعل من الوطن انموذجاً في تناغم مؤسساته وابناءه، ونجعل من المسؤول منارةً في قرارته واعماله؛ ومن المواطن ايقونةً في حِكمة خياراته وتصرفاته!