يقيم الأداء الوظيفي للمؤسسات الخدمية في الشدة لا في الرخاء، وتبرز أهمية القيادة الناجحة في مدى قوتها ومكانتها في مواجهة الأزمات و التحديات، وأعتقد أننا أصبحنا في هذا البلد الذي ينفق مئات الملايين من أجل استدامة البنى التحتية في كافة أشكالها وتنوعها لكن يبدو أن البنى التحتية ليس لها إلا النزر اليسير منها. الشتاء الأخير أعطى درساً مهماً ينبغي الاستفادة منه وبنفس الوقت تفعيل دور المحاسبة كما المعالجة في قضية طلبة البحر الميت.
أمانة عمان في كافة دوائرها المعنية سجلت أعلى درجات العجز بقدر أعلى درجات هطول للأمطار في وسط البلد، غياب تام عن مشهد الأزمة، لكن المشهد الذي سيبقى في وجدان العمانيين خاصة أن بزة رجال الأمن العام كانت حاضرة وبقوة في أماكن الخطر، رقباء السير شكلو دروع إنقاذ بشرية للمواطنين في وسط البلد.
مرتبات الامن العام تشابكت أياديهم مع تجار وسط البلد في دفع المياه من دخول إلى محالهم التجارية ثم انبرى منهم من قام بالإسعاف والإنقاذ.
السؤال الموجه لدولة رئيس الوزراء ماذا أنت فاعل تجاه عجز المؤسسات الخدمية، هل ستشكل هيئة تحقيق محايدة لتحديد المسؤولية التقصيرية عما لحق من أضرار في البنى التحتية والممتلكات الخاصة ومحاسبة المقصرين عن واجبهم الوظيفي الذين غابوا عن مشهد الأزمة واكتفوا بالجلوس في مكاتبهم على غرار اللجنة المشلكة في تحقيقات البحر الميت.
العمانيون ينتظرون قراراً جريئاً يخرج إليهم لتطمئن قلوبهم لأن لا مكان لعاجز أو مقصر كان سبباً بإلحاق الضرر به وبمدينته الجميلة.