الرئيس الذي غادر قبل أن يقسم !
02-03-2019 04:12 PM
عمون - إلياس العواد - لطالما أظهرت صور رئيس الحكومة د.عمر الرزاز، خللاً ما بين الصورة والهيئة والمشية، يكتشفها الناظر إلى الصورة مقرونة بالأداء، حيث تؤشر إلى أننا أمام رئيس يعد "أيامه الأخيرة" في المنصب، منذ صدور الإرادة الملكية السامية بتعيينه رئيساً للوزراء.
ربما لا تعاني، وتشعر بذلك وهو يسبح في "الهيدان" الذي تحول إلى "كارثة" بعد فاجعة البحر الميت الشهيرة، بدلاً من تحول الوادي إلى مقصد سياحي وشعرنا بذلك أيضا عندما شاهدناه يقف أمام حظيرة الأغنام ضحايا العيد الكبير، كذلك شاهدناه وهو يمشي وراء منظر الدولة المدنية من خلف الستار.
تتعاطف مع الرجل ومنطقه وعلمه وإرث العائلة التاريخي الكبير ولكن، ليس باليد حيلة، وبالمناسبة هذا حديث كثير من الأردنيين.
ثمة رئيس "منتهي الصلاحية" منذ لحظة غافله الكرسي قبل أن يصبح رئيساً، ثم غافلته "الكوارث" وترنح على يدي "عتاة" السياسة الأردنية، حتى وصل وسط البلد وحيداً وشاحباً يناظر آثار الدمار التي خلفها، مطر استمر لبضع ساعات، دون أن ينطق كلمة واحدة.
الرئيس الرزاز حين يصرح لا تخرج الكلمات من حنجرته ولكن تبقى في صدره، أو ربما تبتعد مسافة نحو الداخل، ويحصل عسر هضم، فأول ما تشاهده تعثر خطواته وخيبة الأمل، وفي مشهد لا يحسد الرجل عليه بعد تخلي تياره المدني عنه، حلق بطائرته قبل أن يكتشف أنها "خربانة" وأنه يقودها بدفع الطائرة، بجمسه وصوته فقط.
اقترب من الإخوان المسلمين واشعتلت النار بأطراف ثوبه "المثقوب" ورد عليه، صدى الصوت الشاحب "النار كلت ثوبك يا شيخ".
فالرجل صاحب مشروع "النهضة"، يسعى إلى إنتاج نفسه رئيسا، بما يوازي وصفي التل وهزاع المجالي، ولكن الفرق واضح وصريح، لأن مشاريع الزعيمين مازالت محفوظة في الصدور وتقرأ في صفحات التاريخ، لا تقرأ عبر "تويت" أو مشاركة "فيسبوكية"، أو تمويل منشورات لزيادة شعبيته الافتراضية عبر شركات الأصدقاء الريادية الافتراضية ايضاً.
رغم محيا الرئيس الرزاز المبتسم، خصوصا عندما يستذكر إرث والده الكبير منيف الرزاز، بدأ يشعر باليتم مرة أخرى، ليس بوفاة والده، ولكن لم يبق سوى مجموعة متنفعين، وهذا ما يفسر تثاقل "صوته" وربما مشيته أو "اصفرار" لونه.