facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




زمن الإشاعة


بشار جابر
02-03-2019 03:05 PM

تعتبر الإشاعات من أقدم الوسائل لزعزعة أمن المجتمع أو الدولة أو حتى تشتيت استقرار وتفكير شخص أو عائلة، ومن الأمثلة على نجاح حرب الاشاعات وصول هتلر نفسه الى سدة الحكم في المانيا واقتبس قولاً له يوضح أهمية البروباغندا والحرب النفسية "لقد أوصلتني الدعاية إلى الحكم، بالدعاية حافظنا على مراكزنا، وبها سوف نستطيع غزو العالم كله ".

وأيضاً ماحدث أبان احتلال العراق فنجد أن ماكينة الإعلام روجت لوجود أسلحة نووية لدى النظام العراقي السابق وأن هذا خطر على المجتمع الدولي وبعد نجاح حرب الإشاعة أصبح لدى القوى العظمى المبررات اللازمة لاجتياح العراق، ومن أبسط الأمثلة التي قد واجهتنا بصغرنا قيام طالب في صف بإطلاق إشاعة بأنه يعرف "سؤالاً مؤكداً" في امتحان ما، سنجد من ينساق من الطلاب خلف إشاعته وذلك "لتزعزع ثقتهم بأنفسهم" أو تحسباً من "تحقق معلومته". وفي حال تحقق السؤال المسرب من الطالب، فإن مستوى الثقة في الأسئلة المسربة لاحقاً من الطالب سيرتفع وبالتالي سيصبح عدد الطلاب التابعين لإشاعاته مستقبلاً أكبر للأسباب المذكورة سابقاً.

الآن تعتبر الإشاعة من أقوى الأسلحة العالمية التي تدمر المجتمع بدون استخدام القوة الصلبة (الحرب أو تدمير الاقتصاد) وترتكز على العاطفة والمشاعر وتغيب عنصر المنطق. فبفضل مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تنتقل بظرف ساعات الى ملايين الاشخاص بكل سهولة ويسر. والمصيبة أنها في بعض الأحيان قد تصبح ذات بعد عالمي أذا كانت حبكة الإشاعة متناسقة وبارعة.

إن مكافحة الشائعة ليست بالمجان فهي عملية تحتاج إلى متابعة ووقت من مختلف أجهزة الدولة المعنية وموارد بشرية وتكنولوجية. وللأسف لا يمكن محو أثر الشائعة من عقول جميع الناس ولكن تخفيف ضررها هو الممكن، وهذا ما انتهجته الحكومة مشكورة من خلال إطلاق موقع "حقك تعرف".

وبالعودة لموقع "حقك تعرف" فأنه يفند شائعة مفادها "الرزاز مغردا: اتفاقنا مع العراق سينعش اقتصادنا بواقع 17 مليار سنويا‎". ويبين أن مواقع تواصل تستخدم حسابات مزيفة لدولة الرئيس الرزاز.

والآن لنستخدم فلتر "المنطق" فحسب البنك الدولي يبلغ اجمالي الناتج المحلي للأردن (40) مليار دولار أمريكي للعام 2017، فهل من المعقول أيها القارئ العزيز أن يزيد ناتجنا المحلي بنسبة 42.5% سنوياً!!! واقتصاد أعتى الدول لا يزيد نموه عن 15% سنوياً، ويجب لحدوث ذلك ان تحدث طفرة كبرى باقتصادنا من خلال اكتشاف موارد طبيعية والبدء باستخراجه وانا أكتب المقال حتى يتحقق هذا الرقم للعام الحالي.

شائعة أخرى مقلقة للعائلات الأردنية يفندها "حقك تعرف" بتصريح من إدارة مكافحة المخدرات وهي "مخدرات على شكل حلوى تباع لطلاب المدارس. وقامت إدارة مكافحة المخدرات بتوضيح أنها شائعة متكررة كل بداية فصل أو عام دراسي، وأن الفيديو المتداول للشائعة هو لطالبات في دولة عربية يبكين بسبب قراءة مشعوذ لطلاسم أمامهن. وبمنطق بسيط نطرح سؤالاً لتفنيد هذه الاشاعة فلو كان هذا صحيحاً فمن أين المال للطالبات لمتابعة شراء المخدرات بعد الإدمان؟ فلن يبقى التاجر الذي يخلط المخدرات بالحلوى يزودها بسعر رخيص لسنوات حتى تصبح قادرة على العمل ومتابعة الشراء من حسابها الخاص.

وفي إشاعة تخص شخصية اقتصادية أخرى "سعادة السيد توفيق الفاخوري" وهي "هروب المستثمر توفيق فاخوري ومعه 81 مليون إلى نيويورك". يفند "حقك تعرف" هذه الاشاعة من خلال "وكالة الأنباء بترا" ويوضح أن المستثمر نقل أسهمه الى شركة أخرى من شركاته وأن هذا الاجراء متوافق مع القوانين والأحكام. وبينت (بترا) بأن المستثمر لديه أكبر استثمار فندقي في الأردن وهو (الريتز كارلتون) ويجري العمل عليه منذ عامين، وبالتالي كيف لرجل أعمال يستثمر بمشروع يعتبر الأضخم في قطاع السياحة الأردنية بالهروب, ومشروعه موجود ومستمر.

وإشاعة أحدث تنتشر حالياً بأن “أسراب الجراد بدأت بالانتشار بالعقبة" وأيضاً يفند الموقع هذه الشائعة ويبين أن الصحيح هو أنواع معتادة من الحشرات المتواجدة أصلاً في المنطقة وذلك بعد كشف ميداني من قبل كوادر وزارة الزراعة وأنه للآن لا يوجد أسراب للجراد المتوقع وصله (لا سمح الله).

يطول سرد الشائعات التي فندت على موقع "حقك تعرف" وأنصحكم بزيارة الموقع للإطلاع على أخبار مفندة من العديد من الجهات الحكومية التي بذلت جهداً ووقتا عظيماً لمكافحة الشائعات وأثرها.
وأبين هنا بأن الشائعات أصبحت تمس كافة المستويات في الأردن، واقتبس ما قاله جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه في مقاله بعنوان "منصّات التواصل أم التناحر الاجتماعي؟" والمنشور على موقع جلالته بتاريخ 30/10/2018 "ولا يخفى على أي متابع للنقاشات الرائجة على الإنترنت، أن الإشاعات والأخبار الملفقة هي الوقود الذي يغذي به أصحاب الأجندات متابعيهم لاستقطاب الرأي العام أو تصفية حسابات شخصية وسياسية." وبين جلالته بنفس المقال الاشاعات التي انتشرت خلال فترة الإجازة الخاصة به واقتبس أيضاً "ويحضرني هنا موجة الإشاعات والأكاذيب التي انتشرت في فترة إجازتي المعتادة. لا بل حتى وبعد عودتي واستئناف برامجي المحلية، ظل السؤال قائما: أين الملك؟! ليستمر البعض بالتشكيك في وجودي حتى وأنا أمامهم. هل أصبح وهم الشاشات أقوى من الواقع عند البعض؟"

والسؤال الذي يطرح "الى متى سنبقى نمرر مثل هذه الشائعات بدون تفكير في تبعاتها وأثرها؟"، اختم مقالي هذا بالتذكير بقول الله عز وجل في محكم كتابه-سورة الحجرات-الآية 6 "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ " وأيضاً قوله تعالى –سورة ق-الآية 18 "مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ".





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :