تصدع منظومة الهندسة والتخطيط
م.عبدالله غوشة
02-03-2019 02:46 PM
ازمات هندسية وتخطيطية وادارية متوالية سواء كانت مفاجئة او تراكمية ابتدات بالظهور من عدة سنوات وبدات
اولى هذه الدلائل منذ انهيار عمارة الجوفة وتلاها طريق جرش والتصدعات الجبلية وعجز الدولة عن ايجاد الحلول المناسبة.
مرورا بكارثة البحر الميت ومشكلة جسورها وصيانتها وانهيار عمارة الزرقاء وفقدان الارواح واخر هذه الازمات فيضان وغرق عمان نهاية الاسبوع الماضي وازمة السكن والتشريعات وهروب المستثمرين ......الخ
وياتي الحل الاني الجاهز بتشكيل لجنة من جميع الاطراف ومحاولة القاء المسوولية على احدى الحلقات وقد تكون الاضعف في المنظومة وينتهي بتقرير مرعوب يشكل عقابا وليس حلا متكاملا مع توصيات انشائية رائعة مع هجوم مضاد وتحميل الموضوع للغير..واسبوع وينسى الجميع ما حدث.
ليست المشكلة مع القائمين في امانة عمان الكبرى او وزارة الاشغال العامه او الاستشاريين او المقاوليين او النقابات او جهات التمويل لان الية العمل ومنظومة العمل الهندسي والتخطيطي بازمة حقيقية وقطاع الانشاءات يشكو وينازع ويتصدع ولا احد مكترث والموضوع ليس ماديا وليس له علاقة بالظروف الاقتصادية بل هو ارادة والية عمل وتخطيط ونحن نلعب بالوقت الضائع.
وفي قراءة اولية لجميع الخطط الحكومية اخر خمس سنوات بدءا من الاردن 2025 وخطه التحفيز الاقتصادي للحكومة السابقة وخطة الحكومة الحالية، مرورا بتقرير حالة البلاد الصادر عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي نجد ان كل ما ذكر عن منظومة الانشاءات والتخطيط والهندسه لم يعالج جوهر المشكلة وكان هذا المحور الاضعف مقارنة ببقية القطاعات.
اننا امام تصدع هذا القطاع ونتامل معالجته قبل انهيارة التام وان من يدفع الثمن هو المواطن والوطن وان اي انجاز بلا رؤيا ما هو الا هدر للطاقات والجهد والمال اننا امام منظومة متهالكة حان الوقت لقرع الجرس واعادة النظر بالهياكل الادارية والفنية وتحديد المسووليات والاولويات ضمن المنظومة الاقتصادية والاجتماعية واعادة النظر ببعض التشريعات لان المشكلة ليست بالاشخاص بل بالية التفكير والعمل دون هدر للطاقات والمال.
اننا امام تصدع قطاع الانشاءات والهندسة والتخطيط ارجو عدم الانتظار لرؤيته ينهار.