برر مسؤول في أمانة عمّان سبب غرق عمان لجبالها السبع، ولغاية اللحظة لم يدرك المسؤولين ثقافة الاعتراف بالخطأ وجرأة الاعتذار، ما زالوا يتشددون بإبعاد كل تقصير عن أنفسهم وتقصيرهم حيال أداء مهامهم على أكمل وجه، رغم ما تسببت به سيول وسط عمان من أضرار مادية كبيرة لحقت بأسواقها التاريخية يعزون ذلك لجبال عمان وطبيعتها، كان الأجدر بأمين عمان أن يكون مسؤولا ميدانيا ويبادر حال غرق وسط البلد وتضرر تجارها وتجارتها وآثارها العمانية وخساراتهم بملايين الدنانير النزول إلى وسط البلد وتفقد حالها وما آلت إليه الأمور من كوارث ناجمة عن تقصيرهم وإخفاقهم في مواقعهم وتلكؤهم عن خدمة البلد.
يمكن أن أمانة عمان قد اقتصر عملها على تنظيم حفلات الطرب والغناء والرقص على أوجاع الأردنيين، لكن للأسف حتى عندما تتكرر نفس الأخطاء القاتلة لم يجرؤ مسؤول في الأمانة وعلى رأسهم أمينها عن الاعتذار للشعب الأردني والجرأة على تحمل مسؤولياته عن هذه المأساة التي تتجدد مع كل قطرة غيث دون جدوى، بل أصبحت المشكلة بجبالك يا عمان التي تسبب هذه الفيضانات وجر الأتربة، لقاع العاصمة وسد المجاري، فهذه الحوادث تعرضت لها عمان في السابق وفي كل غيث خير ولم يتغير على وضعها شيء، أم أن أمانة عمان معنية فقط باستضافة الفنانين والمطربات والتكريم ومهمشين بذلك الفنان الأردني الذي قدم وأعطى، ألم يكن من الأفضل أن ينفق كل قرش أحمر على إصلاح وتطوير البنية التحتية للعاصمة بدل هذه التفاهات؟ ولماذا لم يخرج أمين عمان للأردنيين بشكل عام ولوسطها بشكل خاص ويتأسف للغرق الذي لحق بها، لكن بعض المسؤولين قد اختاروا دمل رؤوسهم في الرمال والاقتصار على التبرير والدفاع عن منجزاته التي لا تستطيع للحظة الصمود بوجه قطرة ماء، وما يعني المواطن هنا وفي كل نقطة في هذا البلد أن يشعر بالأمن والأمان على دمه وماله وعرضه، وللأسف النتائج كانت وخيمة وخسائر كبيرة على المستوى التجاري وعلى مستوى أملاك المواطنين وأرواحهم رغم إعلان الحكومة جاهزيتها لمواجهة الظروف الجوية السائدة، فالأصل أن يتحلى أمين عمان وأي مسؤول آخر بثقافة الاعتذار ويتحمل مسؤولياته ويترجل ليفسح المجال لغيره لعله يكون أصلح حالا وأكثر أمانة على عمان.
والغريب أن رئيس الوزراء لم يصطحب برفقته الأمين لتفقد وسط البلد ورافقه رئيس غرفة التجارة وباعتقادي هذه رسالة واضحة عن عدم الرضا والغضب على طريقة تعمل أمانة عمان مع الغرق وتبعاته. إلى متى ستبقى الدولة رهينة ضعف إدارتها وتعاني أزمات، أحد أبرز أسبابه عدم الفلاح في اختيار أشخاص لتولي قيادة مواقعهم بكفاءة واقتدار؟ أما آن الآوان أن تتعلم الحكومات من أخطاء غيرها! وتتجاوزها! فالأردن يستحق من الجميع الأفضل.