قد نلتقي في المضامين حيال مقالة الاستاذ باسم سكجها الذي وصف عمون بانها " اعلام الفقراء " لكننا نختلف في العنوان " لانها زاد عشاق الحرية بفقرائها واغنيائها ".فالكم الهائل من السبوقات الصحفية التي باتت تنفرد بها الصحيفة ، و يجري تناولها باسلوب مهني رفيع - وبالمناسبة الموضوعات قانونية ومتسقة مع تشريعات المطبوعات والنشر ونقابة الصحافيين وحتى العقوبات - يضاف اليها ، كم اخر من المقالات المثيرة ، التي تعرض للراي ونقيضه .
هذه السبوقات والمقالات ، يخال المرء من خلالها ، ان الزميلين سمير الحياري وباسل العكور مليئين ماليا لدرجة جعلتهما قادرين على استقطاب كم من الصحفيين والكتاب ، ليكونوا عماد موقعهم !! فيما حقيقة الامر ان اكبر جيش من المثقفين والكتاب والصحافيين ، انضموا طواعية ودون اكراه - وان كان بعضهم على صلة بالزميلين - دون مقابل ، اذ ان المرء من اول مادة صحفية او مقالة ، ذات مستوى جيد ، تقابلها اشادة الباشا بما كتب ، ويتبعها بمقولة " اخ بس لو معي مصاري تا اعطيك اشي قبال اللي بتقدمه " .
واقع الحال ان " عمون " ، ظاهرة غير مسبوقة على صعيد الاعلام الاردني ، كشفت عن جملة حقائق على صعيده ، وحتى على الصعد الثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ، يمكن ادراجها تحت عنوان " كم نحن شعب تواق للحرية " ولدينا كل درجات الاستعداد لان ندفع من جيوبنا مقابلها ، " فكرمال رؤية خبرنا او مقالنا الذي حجب هنا او هناك ، او لاعتقاد انه لن ير النور ، لاعتبارات تتصل بغفير مفتاح الانارة ، والحد المسموح به من الكيلو واط لاستخدامها ، لا يضيرنا التطوع مجانا للاسهام في تنوير ظلمة ليل نعاني منه " !!.
النظر الى ما ينشر في الموقع ، يؤكد ان الحرية الاعلامية سقفها السماء ، ولمن ينشدها الحق في البوح بها ، باسمه الصريح او المستعار ، ما دامت تخضع لقواعد العمل المهني ، من مصداقية وموضوعية ، وعدم زرعها بالغام مصلحيات شخصية ، او توجيهها نحو قضايا لا يراد منها النفع العام .
من وجهة نظر شخصية اعتقد ان ما تقدم عليه عمون يشير الى رقي تشريعي من جهة ، وجهل لدى البعض في التعاطي مع ماهو موجود من جهة اخرى ، وعدم قدرتهم على التمييز بين ما يصلح وما لا يصلح ، وما هو قانوني او غير قانوني ، وللجهل الحقيقي يضاف تجاهل متعمد ، وان كان نهاية المطاف يندرج تحت باب الجهل الاعلامي ، ويؤدي الى رقابة مسبقة تغلغلت في نفوس اصحاب القرار " الاعلامي " ، وهذه الرقابة مردها ويلات عقب النشر ، التي جعلتهم مسكونين بالرهبة والخوف ، لعواقب غير محمودة ، دفتعتهم لتسليط السيف على العباد ورايهم ، بغض النظر عن مدى التطور، في سياق الحالة الاعلامية ، او ترديه ، الى اسفل السافلين !!
البعض قد يغمز بقناة الزميلين الحياري والعكور ، انهما بعد ان يأسا الحصول على مكسب في الغنائم المناصبية ، التي تمنحها الحكومات ، التجئا الى الحرية وسقفها ، وباعتقادي ان كان هذا الطموح موجودا ، فهو ليس بالمعيب ، في ظل مجريات حال على الصعيد الوطني وقياداته ، تدلل " ان عالم الذرة ، القادر على ادخالنا الى النادي النووي في غضون اربع وعشرين ساعة ، لا بد له من كتف يتكيء عليه ، بعيدا عن قدراته وامكاناته وكفاءاته !! في ذات الوقت الذي يستطيع فيه صاحب الكتف ، ان يوصل من لا يحمل الثانوية العامة ، لادارة هيئة الطاقة النووية "!!
مجمل القول ان للحرية ثمن ما دمنا طلابها ، لا بد ان ندفعه من جيوبنا ، ريثما تترسخ ذات الحرية كنموذج ، وبعدها ينطلق بنا التفكير نحو جني الثمار .. والثمار التي نتوق اليها بالمناسبة بعيدة عن كل ما هو مادي .