موضوع لا بد من حسمه ووقف المتاجرة به
المهندس سميح جبرين
01-03-2019 02:13 PM
في عام 2004 أقيمت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في اليونان ، وبطبيعية الحال كان الأردن من ضمن الدّول المشاركة بهذا الأولمبياد . وكالعادة وأثناء حفل الافتتاح ، تقوم الدول المشاركة باستعراض البعثه الأولمبية الخاصة بها بالمسير على مضمار ملعب كرة القدم والذي أقيم على أرضه الاحتفال ، ومن المتعارف عليه أيضاً أن تقوم كل بعثة برفع علم الدولة التي تمثلها.
بتلك الدورة أنفردت البعثة الأردنية برفع صورة جلالة الملك إلى جانب علم الأردن ، ولكننا لاحظنا كمتابعين للحدث العالمي بأنه خلال دقائق تمَّ سحب صورة الملك من الاستعراض ، وعلمنا لاحقاً بأن جلالة الملك كان غاضباً لهذا المشهد وأمر على الفور بسحب الصورة . وكانت هذه دلالة واضحة من جلالته بأنه لا يريد أية مزايدة من أية جهة مهما كانت بالتعبير عن حب ووفاء وولاء شعبه له . وكان لهذا القرار في حينه الأثر الكبير في تعميق رصيد المحبة والثقة والاحترام لجلالة الملك .
ما شهدناه بالسنوات السابقة هوتكرار قيام بعض الشركات ،التي تبحث عن التكسب بأي ثمن وبالتعاون مع بعض المؤسسات الرسمية باستغلال المناسبات الوطنية وخاصة تلك التي ترتبط بجلالة الملك ، بترتيب حفلات ومهرجانات ظاهرها إحتفال وطني ،وباطنها الكسب المادي ،غير عابئين بردودها السلبية على المحتفى به . وكان آخر هذه المناسبات هو الحفل الفني الذي رعته أمانة العاصمة بالتعاون مع شركة خاصة همها الأول والأخير هو الكسب المادي ، وكان أبرز ما وصلنا عن هذا الحفل هو تكريم مجموعة من الفنانات والمذيعات العربيات ، حيث طغى هذا التكريم على المناسبة التي أقيم من أجلها الحفل ، مما أتى بردود فعل شعبية سلبية جداً على الحفل وعلى المذيعات والفنانات اللواتي لا ذنب لهن بما حصل ولا يجوز بأي حال من الأحوال أن نتوجه باللوم والشتيمة بحقهن ، فهن مدعوات ولم يحضرن من تلقاء أنفسهن ، ويجب أن لا ننسى بأنهن يحضين بحضور جماهيري مهم في بلدانهن والوطن العربي والأساءة لهن لابد أن تأتي بأثر سلبي على بلدنا . فمن يتحمل المسؤولية هم من خططوا ووجهوا الدعوات ونفذو هذا الحفل المسخ .
الآن هناك جدل يدور حول موافقة الحكومة على رعاية " كرنفال" بالسيارات المزينة " تحت عنوان " ميلاد الملك عهد ووفاء وتجديد بيعة " حيث تم تأجيل هذا المهرجان للمرة الثالثة ، وقد تقرّر أخيراً أن يقام بتاريخ 21/ 3 / 2019 . وتمَّّ تبليغ رئيس اللجنة العليا لمؤسسة الولاء لتنظيم المؤتمرات والمعارض بموافقة الحكومة على رعاية هذا المهرجان ، وبدورها قامت مؤسسة الولاء بمخاطبة الوزارات والمؤسسات والدوائر الرسمية والبلديات للمشاركة في المهرجان والمسيرة ، وفرضت مبلغ 250 دينار على كل جهة مشاركة في هذا المهرجان والتي يقدر عدد المشاركين به حوالي 800 جهة رسمية .
وهنا نقول للحكومة أن تقوم بإعادة دراسة جدوى إقامة هذا المهرجان والغاية المرجوة منه ، وما هي ردود الفعل الشعبية المتوقعة على إقامته ، في ظل الجائحة الاقتصادية التي تمرّ بها البلد .