حاولت كثيرا ان اجد اصلا للعبارة القائلة ان لندن مربط خيلنا فلم اجد، من القائل ولماذا ومتى؟
لكن هي مربط خيلنا فعلا.. فكل مأسي العالم العربي حيكت هنا ،فلسطين سايكس بيكو.. ماذا تريدون اكثر ؟.. مع ذلك يحب العرب لندن ويعشقون كل ما فيها..
طبعا ليس في لندن حظائر ولا مرابط للخيل في شوارعها والعرب والزوار ممن يعرفون الخيل لا يأتونها راكبين صهواتها طبعا لكن للعبارة دلالة مهمة.. فهنا المطبخ الذي طبخ وَقاد ونفذ سياسات حكمت العالم لقرن وأظنها حيكت ببراعة لتستمر .
بريطانيا العظمى الامبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس رغم انها غارقة معظم ايّام السنة في الضباب فلا شمس ولا قمر ..
استمتعنا هذا الأسبوع بشمس لندن الدافئة وقد كان هذا المناخ الغريب في هذا الشهر من السنة حديث الناس هنا بينما عمان تستعد لعاصفة ثلجية.. المناخ يتغير ويقال ان سماء لندن هي الأقرب الى ثقب الأوزون بفعل التلوث ..
في لندن تقاليد لا يمكن اختراقها ولا تجاوزها والنقاش الدائر حول البريكست او الانسحاب من الاتحاد الاوروبي دليل. احترام والتزام مفرط برأي الأغلبية فالتصويت بالانسحاب كان مفاجئا وعلى الحكومة ان تنفذ وان كان الجدل لا زال محتدما مع وضد لكن ذلك لن يغير من الامر شيئا الا من خلال تصويت جديد، الديموقراطية في ذروتها هنا ورأي الناس والشارع فوق كل اعتبار ،
دعك من هذا كله.. الناس سعداء حتى المتسولين في الشوارع الحكومة ضامنة وعليها واجبات لا تجد الاعذار للتنصل منها .
خذ مثلا.. الحكومة واجهزتها هي من تذهب الى الفقراء والعاطلين عن العمل تخطب ودعم وتقرر لهم رواتب وهي من تذهب الى الفقراء بوجبات الطعام فلا تدعوهم اليها ولا تطلب منهم اَي إثبات على فقرهم فلا يصطفون بطوابير حاملين ملفات دست فيها عشرات الأوراق التي تثبت فقرهم واستحقاقهم للمعونة .
في لندن خليط عجيب من البشر محكومين بالقانون والديمقراطية، لا اريد ان احمل وجه بريطانيا سبب مآسينا نحن العرب.. لكن حالنا اليوم يقول «أشبعناهم شتما وخيولنا مربوطة عندهم»
الرأي