وقعت حرب تشرين في 6 تشرين الاول 1973 في يوم الغفران ( يوم كيبور) اهم الاعياد عند اليهود ، وانتهى القتال في 25 تشرين الاول 1973 بعد ان استمرت الحرب 19 يوما ، حيث كانت قد اندلعت الحرب عند الساعة الواحدة ظهرا وبشكل مفاجيء ، وكانت المبادرة للجيش المصري على طول قناة السويس ، والجيش السوري على طول جبهة الجولان ، وتمكن الجيش المصري من اختراق القناة وتحصينات خط بارليف الشهير( الذي كلف 500 مليون دولار في ذلك الوقت ) وان الاختراق المصري اربك العدو واضطره للانسحاب بعيدا عن مرمى الاسلحة المصرية ، وقد كانت ثاني حرب ينتصر بها جيش عربي على العدو الاسرائيلي بعد حرب الكرامة التي انتصر فيها الجيش الاردني على القوات الغازية ، فقد اختار العرب لاول مرة زمان المعركة وامتلاك عنصر المفاجأة . ومن أبرز اسرار الحرب أن موشيه دايان قرر الانسحاب من الجولان فى ثانى يوم تحت وطأة الهجوم السورى وأن عشرات الجنود الإسرائيليين قتلوا وأصيبوا “بنيران صديقة” ، كما أن المخابرات المصرية اخترقت الحكومة الإسرائيلية ودست معلومات مضللة على جولدا مائير وأعدت أيضا كتابا يحتوى على أسماء وصور كل الضباط الذين كانوا يخدمون بجيش الاحتلال الإسرائيلي بدءا من رئيس الأركان حتى رتبة رائد ووزعته على خطوط الجبهة ، وبجانب الأسرار المثيرة السابقة ، فإن هناك أيضا اعترافات أكثر إثارة للمسئولين الإسرائيليين حول حقيقة ما حدث في تشرين /أكتوبر.
وكانت حرب الاستنزاف التي خاضتها كل من مصر والاردن بعد حرب حزيران قد توقفت بقبول مصر بمبادرة روجرز في تموز 1970 ، وبعد وفاة جمال عبد الناصر وتولي انور السادات الحكم ؛ اعتقد السادات ان الولايات المتحدة ستضغط على العدو للانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967 ، فقام بالتحلل من الخبراء السوفيات في مصر حيث تم ترحيل 20 الفا من الخبراء العسكريين السوفيات من مصر في تموز 1972 ، لافساح المجال للولايات المتحدة بقيادة الرئيس نيكسون ان تقوم بدورها ، ولما لم تستطع الولايات المتحدة عمل شيء امام تعنت العدو ؛ قرر السادات تحريك المياه الراكدة بحرب قد تجلب السلام ، فبادر للاتصال بالرئيس السوري حافظ الاسد لتسديد ضربة مشتركة لعدو متعنت .
وقامت سورية في 1 كانون الاول 1972 بفتح حدودها مع الاردن لتخفيف الاعباء عن الشعب الاردني ، وخلق المناخ الملائم لياخذ الجيش العربي الاردني دوره في مواجهة العدو ، والمشاركة في معركة التحرير .
وكان الرئيسان انور السادات وحافظ الاسد يجريان الترتيبات السرية لخوض المعركة المشتركة ضد العدو الاسرائيلي ، وفي نيسان 1973 اتما رسم خطة الهجوم ، وعمل الرئيس الاسد في ايار 1973 على ترحيل الفدائيين الذين جاءوا من الاردن الى سورية ومنعهم من التمركز قبالة حدود الاردن ، فبدأت قوات الفدائيين تغادر سورية الى لبنان لتتمركز في صور وصيدا وطرابلس وبيروت . واوفد الملك الحسين مستشاره زيد الرفاعي الى دمشق والقاهرة في كانون الاول 1972 لتنسيق العمل ضد العدو ، ولم يكن الاردن يعرف نوايا البلدين سورية ومصر ، واوفد السادات ممثله الشخصي حسن صبري الخولي الى عمان .
وقد كان اجتماع زيد الرفاعي مع انور السادات قد استمر لمدة ست ساعات، وكان السادات صريحا في ذلك اللقاء وقال مخاطبا الرفاعي: «أدرك انني لست طرزان ؛ أعرف جيدا مقدراتي. أنا لا أجيد الحرب الخاطفة ، الإسرائيليون يجيدون الحرب الخاطفة ، سأخوض حربا بهدف إعادة تنشيط الوضع السياسي وليس التحرير العسكري ، سأشن حربا محدودة أعبر فيها قناة السويس واؤمن فيها موقعا محصنا وأتوقف ، ثم أطلب من مجلس الأمن المناشدة بوقف إطلاق النار، هذه الإستراتيجية ستضمن لي انتصارا وتقلل الخسائر وتؤدي إلى تنشيط عملية السلام مجددا».
وفي 6 تموز 1973 صرح الرئيس التونسي الحبيب بو رقيبة : " ان شرقي الاردن جزء من فلسطين ، وانه لا يوجد شيء في التاريخ اسمه شرقي الاردن ، وان الكيان الاردني مصطنع ، وفلسطين هي الاصل والاساس " ، ودعا بورقيبة لانشاء دولة فلسطينية في شرقي الاردن وبعض اجزاء فلسطين وطالب بخلق سلام وتعاون مع اليهود . مما جعل الحكومة الاردنية تقطع علاقاتها بتونس في 17 تموز 1973 ، على اساس ان موقف تونس ينسجم مع موقف اسرائيل الذي يدعو لتكريس الاحتلال واقامة دولة فلسطينية خارج الارض الفلسطينية ، كبديل لانسحاب اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة .
وفي 29 اب 1973 قام وزير الدفاع السوري مصطفى طلاس بزيارة الاردن ، حيث سلم الملك الحسين رسالة مشتركة من الرئيسين الاسد والسادات . ودعا الاسد والسادات الملك الحسين للاجتماع بهما في القاهرة خلال الفترة من 10-12 ايلول 1973 ، اشتملت المحادثات بين الزعماء الثلاثة على التنسيق والتعاون بين دول المواجهة الثلاث ، ولكن لم يحط الرئيسان الملك الحسين علما بأن الدولتين ستشنان حربا على العدو قريبا ، ولكنهما سمعا من الحسين استعداد الاردن للمشاركة باي جهد حربي مشترك مع العدو .
وفي 13 ايلول 1973 بعد يوم من مغادرة الحسين للقاهرة ؛ قررت مصر اعادة علاقاتها الدبلوماسية مع الاردن ، بعد انقطاع دام 17 شهرا ، وفي 14 ايلول اغلقت سورية اذاعة صوت الثورة الفلسطينية التابعة لفتح ، والتي تبث من درعا من تشرين الاول عام 1970 . واعادت سورية العلاقات الدبلوماسية مع الاردن قبل يومين من حرب تشرين اي في 4 تشرين الاول 1973 .
وفي 18 ايلول 1973 اصدرت الحكومة الاردنية عفوا عاما ، صادق عليه الملك الحسين عن جميع المحكومين بجرائم ضد الدولة باستثناء جرائم القتل والتجسس ، فافرجت الحكومة الاردنية عن 754 محكوما وموقوفا ، والغت اوامر الاعتقال عن الذين شملهم قرار الافراج . وكان من بين الذين شملهم العفو النائبين السابقين محمود الروسان وعبد السلام العوري ، والعقيد سعد صايل قائد لواء اليرموك عام 1970 ، وصالح رافت احد قياديي الجبهة الشعبية الديموقراطية ، ومحمد داؤد عودة ( ابو داؤود) ، وسعيد الدجاني ، وحسن خريس رئيس بلدية اربد عام 1970 ، والعميد التقاعد محمد توفيق الروسان ، وحمدي مطر . وبعد ثلاثة ايام افرج عن اللبناني بلال عبد القادر علي الذي حاول اختطاف طائرة عالية الاردنية عام 1970 ، وبدأ الاردنيون الذي كانوا انحازوا للفدائيين بالعودة الى عمان .
وفي 3 تشرين الاول 1973القى ابا ايبان خطابا في الجمعية العامة للامم المتحدة ، دعا فيه العرب للتفاوض مع اسرائيل دون شروط مسبقة ، واعلن موشي دايان وزير الدفاع ان حكومته ستقوم بمد حدود القدس الى بيت لحم جنوبا واريحا شرقا ، وهدد سورية بانزال جوي داخل اراضيها ، كما هدد باليوم نفسه دافيد اليعازار رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بان جيش بلاده قادر على ضرب الخطوط الدفاعية الخلفية للعرب .
بدأت حرب تشرين او حرب رمضان او حرب الغفران مجرياتها ، حيث بدأ العرب هجومهم على العدو الساعة الواحدة من ظهر 6 تشرين الاول 1973، 10 رمضان 1393هـ ، في يوم الغفران عند العدو ، واستولى الجنود المصريون على خط بارليف والجانب الشرقي للقناة حيث عبر القناة 8 الاف جندي مصري ، ثم توالت موجات العبور الثانية والثالثة الى ان اصبح عدد الجيش المصري شرقي القناة بحلول الليل 60 الف جندي ، وشن السوريون هجوما على خطوط العدو في الجولان ومرتفعات جبل الشيخ ، واستطاعوا احراز تقدم واحتلال اراض في سفوح جبل الشيخ والجولان . وقد تمكن الجيش السوري في 7 تشرين الاول 1973 من الاستيلاء على القاعدة الاسرائيلية على جبل الشيخ بعملية انزال سوري ، حيث استولى الجيش السوري خلالها على المرصد في جبل الشيخ ورفع العلم السوري فوق اعلى قمة في جبل الشيخ .
وفي 8 تشرين الاول / أكتوبر كثفت القوات السورية هجومها وأطلقت سورية هجوم صاروخي على قرية ( مجدال هاعيمق) شرقي مرج ابن عامر داخل إسرائيل، وعلى قاعدة جوية إسرائيلية في ( رامات دافيد ) الواقعة أيضا في مرج ابن عامر.
وقد تمكن الجيش المصري في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 من عبور قناة السويس، و اختراق الساتر الترابي في 81 مكان مختلف ، وإزالة 3 ملايين متر مكعب من التراب بواسطة استخدام مضخات مياه ذات ضغط عال وتمكنت من قتل 126 جندي اسرائيلي واسر 161 .
اما قوات الاطراف فقد كانت قوات مصر وسورية تتالف من 380 الف رجل ، و 3600 دبابة ، و 900 طائرة . اما قوات العدو فقد كانت تتكون من 270 الف رجل و 1700 دبابة و400 طائرة .
وقد شنت اسرايل هجوما معاكسا على مصر يوم 15 تشرين الاول، مستغلة ثغرة الدفرسوار بين الجيشين الثاني والثالث ، وتمكنوا من اختراق القناة الى غربيها والتوغل في اراضي مصر خلف الجيش الثالث . واخذت اميركا تمد اسرائيل بالتعاد والسلاح عبر جسر جوي لم يسبق له مثيل ، وكذلك الاتحاد السوفياتي الذي اخذ يمد مصر . وبعد اسبوع من الحرب اقترب العالم من حافة حرب شاملة عندما وضعت الولايات المتحدة قواتها في حالة (تأهب متقدم) يوم 24 تشرين الاول 1973 .
وقد فوجيء الاردن بنشوب الحرب ؛ فوضعت القوات الاردنية في حالة تأهب واستنفار ، وتم ربط جهاز الامن العام والدفاع المدني بامرة القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية ، ووجد الاردن نفسه في حالة حرجة ؛ فهو لا يستطيع شن هجوم على اسرائيل دون غطاء جوي ، وفي اليوم الثالث من بدء الحرب اي 8 تشرين الاول 1973 حمل السفير الاردني في القاهرة عبد المنعم الرفاعي رسالة من الرئيس السادات الى الملك الحسين يطلب من الاردن دخول الحرب ، وتوجه الحسين الى القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنية ، واثناء الاجتماع بين مستشار الملك السياسي عامر خماش للملك ان الاردن فقد عنصر المفاجأة ، وانه لا يملك طائرات مقاتلة ولا صواريخ ، وبين ان الاردن لم يكن طرفا في الاعداد للحرب القائمة ، وان دخولها يعرض ارض الاردن للخطر . فارسل الملك الحسين الفريق عامر خماش الى مصر واقتنع السادات ان دخول الاردن الحرب هو عملية انتحارية ، ثم كلفه الملك بالذهاب الى سورية ، فطلب الرئيس السوري اشتراك الاردن في المعركة ليستفيد من النتائج السياسية ، فوافق الاردن على الاشتراك بالحرب بعد ان تستولي سورية على الجولان ، ومصر على ممري الجدي ومتلا في وسط سيناء ، على ان تقدم سورية ومصر غطاءا جويا للاردن . واقتنع الاسد بموقف الاردن . وفي 10 تشرين الاول 1973 استدعى الاردن قواته الاحتياطية وباشر بفتح مراكز التطوع في القوات الشعبية .
وفي ليلة 12/13 تشرين الاول 1973 بدأ الهجوم الاسرائيلي المعاكس على الجبهة السورية واخذ يشكل تهديدا لميمنة الجبهة الاردنية ومبسرة القوات السورية ، فقرر الحسين ارسال قوة اردنية مدرعة لمساعدة الجيش السوري في التصدي للهجوم المعاكس ، بعد ان اخذ الوضع على الجبهة يميل لصالح العدو ، كما ارسل العراق فرقة عسكرية وثلاثة اسراب طائرات الى الجبهة السورية ، وصلت بعد خمسة ايام من بدء القتال ، واصطدمت بالعدو يوم 12 تشرين الاول 1973 ، كما اشتركت في القتال قوة مغربية قوامها 1800 ضابط وجندي ، وسارعت السعودية والكويت وتونس والجزائر الى ارسال وحدات من قواتها الى ميادين القتال في مصر وسورية ، وبادر اليمن الجنوبي لاغلاق مضيق باب المندب لمساعدة الاسطول المصري . اما اقوى سلاح في المعركة فقد كان سلاح النفط فقد قامت الدول العربية العشر المنتجة للنفط في 17 تشرين الاول 1973 بتخفيض انتاج هذه الدول من النفط بمقدار 5% كل شهر وخفضت السعودية بنسبة 10% واوقفت السعودية بامر من الملك فيصل التصدير كليا الى اميركا وهولندا ، وقد احدث هذا القرار هزة عنيفة في الدول الصناعية الغربية .
وفي مساء يوم 11 تشرين الاول 1973 امر الحسين اللواء المدرع الاربعين من الجيش العربي الاردني لنجدة القوات السورية بالتحرك ، فاجتاز اللواء الحدود في 13 تشرين الاول ، وفي صباح اليوم التالي وصل الى قرية نوى ، وكان العدو قد تمكن من اختراق الجبهة السورية بعرض 22 كيلو متر ، واجتاز خط وقف اطلاق النار لعام 1967 بعمق 16 كيلو متر حتى مشارف قرية سعسع ، وكانت فرقة سورية يساندها لواءان عراقيان يتصدون لقوات العدو . وقد وضع اللواء الاردني بامرة القوات السورية ، وصدرت الاوامر له لمهاجمة الجانب الايمن لقوات العدو المتقدمة فتحرك من نوى الى الشيخ مسكين ، ثم امر اللواء الاردني بالتوقف ووضع تحت امرة القوات العراقية ، وفي 15 تشرين الاول 1973 قررت القوات العراقية والاردنية القيام بهجوم معاكس بحيث يكون اللواء المدرع الاردني 40 على ميسرة القوات العراقية باتجاه تل الحارة . وقامت المدفعية السورية بقصف مواقع العدو ، وفي صباح 16 تشرين الاول تقدم اللواء الاردني لوحده الى الامام ، حيث لم تحرز القوات العراقية تقدما يذكر ، ونشب القتال قرب قرية مسحرة ، واوقعت القوات الاردنية بقوات العدو خسائر فادحة ، وهاجمت القوات العراقية بعد تاخير ثلاث ساعات موقع تل الزعتر ، وفي 18 تشرين الاول الحق اللواء الاردني بفرقة مشاة سورية ، وخاض اللواء الاردني 40 معركة اخرى اذا هاجم العدو في ام الباطنة ، وقد تمكن اللواء الاردني من التقدم مسافة 12 كيلو متر داخل مواقع العدو وبعد معركة دامت 12 ساعة حاول العدو تطويق اللواء لانكشاف ميسرته وميمنته للعدو .
وقد كانت خسائر اللواء الاردني 24 شهيدا و 50 جريحا ودمرت 10 دبابات و اربع ناقلات ، بينما خسر العدو امام اللواء الاردني 40 75 قتيلا ودمرت 30 دبابة وعدد من قاذفات الصواريخ . وقد اعترف حاييم هيرتزوغ ان الجيش السوري بدعم من فرقتين عراقيتين ولواء مدرع اردني تمكن من وقف تقدم الجيش الاسرائيلي نحو دمشق .
وقد حرك الاردن ايضا اللواء المدرع 99 الى الاراضي السورية ، حيث وصل اللواء بلدة نوى والشيخ مسكين في 22 تشرين الثاني ، واخذت الفرقة الثالثة الاردنية التي تكاملت على الارض السورية تستعد للقيام بهجوم معاكس مع القوات السورية والعراقية . ولكن القتال توقف وفقا لقرار مجلس الامن وقد بقيت الفرقة الاردنية الثالثة في الاراضي السورية الى اواخر كانون الاول 1973 .
وقد قامت الكويت في 17 تشرين الاول 1973 باستئناف دفع المعونة للاردن اعتبارا من 1 نيسان 1973 ، واعادت الجزائر علاقاتها مع الاردن .
وفي 21 تشرين الاول 1973 اتفقت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي على اصدار قرار يدعو الى وقف اطلاق النار خلال 12 ساعة ، وبدء مفاوضات لايجاد حل سلمي ، فصدر في 22 تشرين الاول القرار الشهير رقم 338 والذي طالب ايضا بتطبيق القرار رقم 242 لعام 1967 بكامل بنوده . وقد وافقت اسرائيل اولا على القرار ثم مصر ولكن اسرائيل واصلت هجومها غربي القناة فاشتكت مصر لمجلس الامن ، فاجتمع المجلس في 23 تشرين الاول 1973 وصدر قرار دعى قوات الطرفين للتقيد بوقف اطلاق النار، وعودة القوات الى مواقعها السابقة ، وارسال مراقبين دوليين للاشراف على وقف اطلاق النار. ورغم ذلك واصلت اسرائيل عملياتها غربي القناة حتى تمكنت من قطع طريق المواصلات الرئيسي بين السويس والقاهرة عند الكيلو 109 ، وبلغت اطراف السويس وضواحي الاسماعيلية ودخلت مدينة الادبية ، وعزلت بذلك 20 الف جندي من الجيش الثالث المصري كانوا توغلوا شرقي القناة في الايام الاولى للحرب . وقد ناشد الرئيس السادات الدولتين اميركا والاتحاد السوفياتي بفرض وقف القتال ، بينما هدد الرئيس السوفياتي برجنيف بالتدخل لنجدة مصر ، فاضطر مجلس الامن للاجتماع يوم 25 تشرين الاول واصدر قرارا ثالثا حمل الرقم 340 لوقف اطلاق النار وتاليف قوة طواريء للمراقبة . فتوقف القتال في 25 تشرين الاول 1973 .
اما على الجبهة السورية فقد شن العدو هجومات على مستودعات النفط وومحطات الكهرباء والمطارات ، وعندما بدأ التفوق يميل لصالح اسرائيل بادر الاتحاد السوفياتي لوضع قوات محمولة جوا على اهبة الاستعداد ، واتجهت السفن السوفياتية الى اللاذقية .
في الحلقة القادمة التي ستتضمن تفصيلا لمشاركة القوات الاردنية في حرب تشرين على الجبهة السورية الى اللقاء...