سياحتنا ازدهرت أم تدهورت؟
نضال منصور
25-08-2009 06:11 AM
** السياحة الخليجية تطورت وتقدمت وهي انعكاس لحملات الترويج التي نظمتها هيئة تنشيط السياحة في الخليج
هل انتهى الموسم السياحي في الأردن بعد أن بدأ شهر رمضان المبارك. أم أن قرار تأجيل دوام المدارس في دول الخليج إلى ما بعد عيد الفطر قد أنعش السياحة في عمان شهراً آخر؟
والسؤال الأهم هل كان موسمنا السياحي ناجحاً هذا العام أم أنه تراجع وتأثر بالأزمة الاقتصادية العالمية؟!
وزيرة السياحة مها الخطيب حين سألتها أكدت أن موسمنا السياحي ناجح وأن الأرقام تؤشر إلى نمو في أعداد السياح وحتى الدخل السياحي لعام 2009.
ولكن الأردنيين غير مقتنعين بهذه الأرقام، ويقولون في جلساتهم بأن السياحة تراجعت، وأن شوارعنا ليست مزدحمة مثل الأعوام السابقة، وأن من يدخلون إلى الأردن من دول الخليج يتوجهون في معظمهم إلى سورية ولبنان.
هذا الكلام الشائع والمتداول حتى في أوساط النخبة تعاكسه الإحصاءات والمؤشرات الرقمية التي أصدرتها وزارة السياحة حتى تاريخ 30/7/2009.
فالأرقام تقول بأن عدد الزوار القادمين الكلي بلغ 3.905.201 سائح بنمو مقداره 3.9% عن العام الماضي، في حين بلغ عدد سياح المبيت 2.075.190 بنمو 3.8%، ووصل عدد زوار اليوم الواحد 1.830.010 بنمو بلغ 4%.
وفي السياق ذاته فإن الدخل السياحي لهذا العام زاد على البليون و115 مليون دينار بنمو قدره 2.3%، ومعدل إقامة السائح أي "الليالي" التي يقضيها في الأردن تزايدت من 4.3 ليلة إلى 4.8 ليلة.
هذه الأرقام مبشرة وواعدة، فلماذا نشعر بالتراجع ويسود إحساس بالتشاؤم؟!
الحقيقة التي لا تنكرها وزيرة السياحة بأن عدد السياح الأجانب من الدول الأوروبية وخاصة بريطانيا قد تراجع بسبب التأثير المباشر للأزمة الاقتصادية، وهذا يظهر واضحاً حين يتبين بأن "المجموعات السياحية" قد تراجعت 18.7% عن العام الماضي.
في المقابل، فإن السياحة الخليجية تطورت وتقدمت وهي انعكاس لحملات الترويج التي نظمتها هيئة تنشيط السياحة في الخليج، والتقدير أيضاً لقناة العربية على تقاريرها المميزة عن السياحة في الأردن.
ما يجب الاعتراف به أن الأردن يشهد تطورات دائمة على مستوى الخدمات السياحية تجعلنا لا نشعر بالنمو المتزايد للسياحة في بلدنا، فشوارعنا لا تشهد ازدحامات لأن هناك توسعات دائمة، ومطاعمنا تتزايد وفنادقنا تنمو حتى بلغت الغرف المصنفة 24 ألف غرفة.
وحين ذهبت إلى بيروت الشهر الماضي شعرت أن كل الخليج عندهم، ولا خلاف أن السياحة ازدهرت هذا الصيف عندهم لأول مرة منذ أعوام بسبب أوضاعهم السياسية المستقرة، ولكن علينا أن نتذكر أن هذا الإحساس مبالغ فيه لأنك تمضي ساعات في الشوارع الضيقة التي لم تشهد أي تطوير منذ سنوات.
وحتى من ذهب إلى سورية من الأردنيين وغير الأردنيين يشكون من غلاء الأسعار بدءاً من الفنادق ومروراً بكل الخدمات والسلع هذا عدا عن الطقس الحار.
نعم سياحتنا بخير، كما تقول الوزيرة، وتظهر الأرقام، غير أن هناك مشكلات ونقاط ضعف من المهم أن نبادر لحلها، أهمها أن نصبح شعبا سياحيا كلاماً وممارسة، نرحب بزوارنا ونخدمهم عن طيب خاطر ولا ننزعج من السيارات والزحمة التي تحل بقدومهم.
الأمر الآخر أن نصر على تقديم أفضل الخدمات وأن لا نتسامح مع السائق الذي يسرق ويستغل السائح أو الفندق الذي لا يقدم أفضل ما عنده للضيوف.
وما لا يمكن إغفاله هو ضرورة أن تمتد مشاريعنا السياحية إلى القرى الجبلية الجميلة في مرتفعات عجلون والشوبك، ففي لبنان ينزح السياح إلى "الضيع" في عاليه وبحمدون وبرمانة وتصبح السياحة جزءا من حياة الناس ومصدر رزقهم، وبهذا تتغير المجتمعات وتصبح أكثر تسامحاً وتحضراً وفهماً للآخر.