إنها المرة الأولى التي تشهد فيها بلادنا مسيرات من كافة المحافظات للمتعطلين عن العمل وصولا للديوان الملكي .. لأنهم يعلمون تماما بأن التوجه للدوار الرابع حيث مقر الحكومة لن يفيدهم بشئ ..
يدرك هؤلاء بأن السبب الرئيس في عدم حصولهم على وظائف هي تلك الحكومات المتعاقبة التي عجزت ومازالت عف ايجاد حلول لمشاكل البطاله في الأردن.
الأرقام الصادمة للمتعطلين عن العمل تنذر بماهو أخطر من ذلك وتجعلنا نشير بكل وضوح الى الأسباب التي أدت الى ذلك وأهمها غياب العدالة وسيادة ظاهرة الواسطة والمحسوبية والشللية وسرقة حقوق الآخرين في الوظائف .
أجزم بأن العديد من النواب وعلى مدى سنوات طويلة يتحملون جزءا من المسؤولية .. فهم ومن خلال صفقاتهم مع وزراء ومسؤولين استطاعوا انتزاع آلاف الوظائف لقواعدهم الشعبية من غير وجه حق وهي وظائف كان يجب أن تذهب لآخرين .
الديوان الملكي اليوم هو المكان الذي قرر فيه هؤلاء البحث عن حلول لمشكلاتهم لأن الثقة باتت معدومة مع هذه الحكومة وما سبقها من حكومات وها هو الديوان يستجيب لهم ويحاول تقديم ما أمكن من مساعدة .
المتعطلون عن العمل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة إذا لم تتدارك الحكومة وكذلك القطاع الخاص هذة المشكلة ناهيك عن وجود أكثر من ثلاثمائة ألف طلب في ديوان الخدمة المدنية .
ثورة هؤلاء لا يجوز الاستهانة بها .. والحكومة أذن من طين وأذن من عجين وكأنها حكومة كوكب المريخ ولا علاقة لها بكل ما يجري في شارعنا الأردني مما يدعونا للإستغراب والإستنكار .
من الغريب أن تستمر الحكومة في أداء مهامها وهي تقف عاجزة عن إيجاد الحلول لكم هائل من المشاكل .. فقد آن لها أن تترجل وتترك الأمور لغيرها ..