ماذا قدمت إيران للشيعة العرب ؟
سميح المعايطة
28-02-2019 01:08 AM
قبل ان تكون إيران بصيغتها الخمينية كان الشيعة العرب موجودون في دولهم ومع شركاءهم في الأوطان من السنة المسلمين ومع المسيحيين العرب ولم تكن هنالك مشكلة تسمى الشيعة العرب باستثناء مشكلات خدماتية او بعض الحساسيات التي يتم استيعابها داخل إطار الدول ،حتى ان معظم العرب لم يكونوا يدركون أن العراق فيه كل هذا الشحن الطائفي إلا بعد الاحتلال وتسليم العراق لإيران وأتباعها.
وكما هو العراق هنالك لبنان والبحرين وحتى بعض مناطق السعوديه ، فقضيه الشيعه لم تكن كما هي اليوم بل كانت جزءا من معادلات الدوله والمجتمع ويتم التعامل معها ضمن الإطار الداخلي وليس جزءا من معادلات اقليميه دوليه .
وحتى حزب الله ودوره ضد إسرائيل فقد كان جزءا من معادلات المقاومه العربيه واللبنانيه ،كما كان الحال قبل ظهور حزب الله حيث كانت المقاومه في لبنان تحت عناوين أخرى .
لكن معادله جزءا من الشيعه العرب او العديد من القوى المنظمه التي تعبر عنهم تغيرت عندما دخلت إيران هذه المعادلة لأن إيران اعتبرت ان الشيعه العرب جزء من أتباع ولايه الفقيه وامتداد لها او لنقل مخالب لإيران ،وهذا لم يقبل به كل الشيعه العرب الذين لديهم قوى وشخصيات تؤمن أنها جزء من أوطانها وليست جزءا من أدوات إيران العسكريه والأمنية والسياسية ،ولهذا لدخول إيران على معادله الشيعه العرب لم يقدم لهم اي اضافه ايجابيه ،وحتى الدعم المالي والعسكري الذي يقدم لحزب الله والحوثيين وميليشيات في العراق وغيرها فهو جزء من عمليات خدمه المشروع الإيراني الفارسي ،وكان على حساب الهويه الوطنيه لهذه القوى التي أصبحت مرجعيتها الحرس الثوري كمنظمه عسكريه وامنيه تحت لافته ولايه الفقيه .
فلو لم تكن إيران تستخدم المعادلة الشيعيه العربيه لكان ما يجري في اليمن مثلا خلاف يمني داخلي لكنه اليوم ملف إقليمي له تداعيات تفرض تعقيدات على الحل ومستقبل اليمن ،وهذا الأمر ينطبق على ما يجري في البحرين ولبنان ....
حزب الله اللبناني ليس القوه الشيعيه الوحيده فهناك حركه امل التي خاضت معركه عسكريه شرسه مع حزب الله قبل عشرات السنين ، وهو اليوم موجود في لبنان قوه سياسيه لبنانيه ،وحتى تحالفها مع حزب الله فهو سياسي لكنه لم يحول حركه امل إلى ميليشيه باجندات وتبعيه ايرانيه ،لكن حزب الله اليوم قضيه خلافيه داخل لبنان وهو يقدم نفسه جزءا من نفوذ إيران ويعلن ان كل تكاليف وجوده ورواتبه وسلاحه من إيران .
ان يكون هناك شيعه عرب فهذا ليس مشكله بل جزء من تنوع المجتمع العربي حيث الأغلبية السنيه المسلمه وكذلك المسيحيين العرب ،لكن من حول هذا الوجود الى مصدر لمشكلات وتناقضات هو الاستعمال الإيراني للشيعه العرب وسعيه لتحويلهم إلى ميليشيات عسكريه وسياسيه تتبع للحرس الثوري .