نظام إيران يقيم دولة دينية
د. عاكف الزعبي
27-02-2019 05:44 PM
لشعب إيران الجار والشقيق في الانسانية والعقيدة كل الاحترام . وهو صاحب الشأن والقرار في نظامه السياسي وشؤون الحكم التي تخصه فذلك شأن ايراني داخلي .
لامكان لدينا للمواقف العنصرية عند البعض الذين بسبب التدخل الايراني في الشأن العربي ، صاروا يشيرون للايرانيين بمسمى الفرس ، ويصفون تدخلهم بالفارسي ويثيرون ذكريات معركة القادسية والدولة الصفويه فتسمية الايرانيين بالفرس هي مصدر فخر لهم كاصحاب حضارة عريقه .
انا من بين الذين يعتقدون ان الحضارة الفارسية التاريخية العظيمة قد حوصرت عربياً لاسباب عصبوية وسياسية . فرغم ان الفرس قد اعادوا الحكم لآل البيت ، وأسهموا كثيراً في بناء الدولة العباسية ادارياً ، الا انهم ظلموا فيها .
ظُلموا لأنهم اولاً حُرموا من التمثيل في الحكم ، ولأنهم ثانياً حيل ما بينهم وبين حضارتهم . ولانهم ثالثاً اصبحوا مجرد موالي (جمع مولى) لقبائل العرب وهم الاحرار وابناء القبائل والحضارة العريقه .
خلافنا هو مع النظام الايراني القائم على ولاية الفقيه ومع الدولة الدينية التي يقيمها . فلم تكن الدولة في الاسلام دينية قط ، لا في صدر الاسلام ولا في عهد الامويين والعباسيين ولا حتى في الدولة الفارسية الصفوية نفسها ، ولا فيما عاصرها ولحق بها من دول في عهود الفاطميين والايوبيين والمماليك والعثمانيين .
الولي الفقيه نظرية صيغت في فترة متأخرة (1384-1534) عندما استطال اخواننا الشيعة عودة الامام المنتظر من غيبته الكبرى . فلم تعد تقوم لهم دولة وقد ربطوا قيامها بعودته فهو من يتولى الامامة الدينية والولاية الزمنية والحاكم بأمره في كل شيىء .
نظام الدولة الدينية لا بد وان يكون نظاماً شمولياً ، يقوده شيعياً إمام ولي فقيه بانتظار عودة الامام الغائب . ويمثله اليوم بموجب نظرية الولي الفقيه التي طورها الامام الخميني في النصف الثاني من القرن الماضي ما يسمى بالمرشد الذي يحكم باسم الله بكامل صلاحيات الامام الغائب.
نخاصم النظام الايراني لهذا السبب وليس لغيره . فلا نريده سابقة يجري تقليدها ، او نموذجاً يحتذى ، او باعثاً لأهل السنه للتمثل به خصوصاً وقد حوصرنا بين اصوليتين سنية وشيعيه وبتنا لا نعرف اي الاصوليتين اكثر شدة .
الامامه تماثل شكلاً الخلافة عند السنه . وفي المضمون الخليفة ليس مفوضاً ولا يحكم باسم الله. وليس معصوماً عن الخطأ . ما يجمع بين الامامة والخلافة شمولية الحكم وتسييس العقيدة . ونحن اشد ما نكون الى ديمقراطية حكم الشعب التمثيليه ، واقامة دولة مدنية لا تُسيّس الدين ولا تُديّن السياسة.