عون الثقافية تعقد ندوة "الأوراق النقاشية وتوجيه التخطيط الإستراتيجي"
27-02-2019 01:03 AM
عمون - ضمن نشاطات جمعية عون الثقافية فقد تم تنظيم محاضرة بعنوان الأوراق النقاشية لجلالة الملك و دورها في توجيه منظومة التخطيط الإستراتيجي بالتعاون مع نادي الثورة العربية الكبرى بتاريخ 24/2/2019 . ألقاها عطوفة اللواء الدكتور مفلح الزيدانين عضو الهيئة الإستشارية والتوجيهية للجمعية،حضرها عدد كبير من أعضاء الجمعية ومن القامات الوطنية والنخب الفكرية ذات الاهتمام بالشأن الوطني ومن بيوت الخبرة والتجارب الناضجة الذين كان لهم الشغف العظيم للإستماع والإطلاع على مضامين الأوراق النقاشية الملكية.
أدار اللقاء رئيس هيئة إدارة الجمعية الأستاذ أسعد العزام باسلوب علمي رصين وحوار متقن يدل علي مستوى الثقافة السياسية العميقة التي يتمتع بها،وبشاشة الوجة التي تعلوها الإبتسامة والتواضع والسماحة والرقي الأنساني الذي كان من سمات شخصيته الجاذبة.
وما سّرّنآ حقيقة كحضور الاداء الرائع والمتميز في طريقة المحاضر في بيان البّعُد الاستراتيجي اللازم توفره لكل ورقة نقاشية وذلك بأسلوب الأكاديمي المتخصص عميق الفكر والمعرفة والإطلاع وبالفكر العسكري المتمرس والشرس المدافع عن منجزات الوطن وخاصة بناء القوات المسلحة الأردنية الباسلة التي تتمتع بالاحترافية المهنية والمستوى الرفيع في الأداء المتميز في جميع المجالات العسكرية.
وتحدث بلغة الغيور المفعم بروح الإنتماء والولاء والوفاء ..لقد تحدث بلغة المحلل السياسي المخضرم واستطاع أن يفكك ويركب المعاني السياسية ومفردات الثقافة السياسية الإصلاحية لفحوى ومضمون الأوراق النقاشية ويضعها في سياقها الموزون وهذا يعبر عن المستوى الثقافي والسياسي العالي الذي يتمتع بها عطوفة الدكتور مفلح، الذي يحمل معاني الدقة والوضوح وحسن الأداء لرسم الخطط الإستراتيجية ذات البعد الاستشرافي مضمون النتائج الإيجابية متى كان الاستعداد منذو البداية سليما ذو أهداف محددة، من حيث وجود الخطة الإستراتيجية الشاملة والبرامج التنفيذية المقرونه بالخطط الزمنية .وبرامج الرقابة وتقيم مراحل الإنجاز لهذه الأوراق النقاشية الملكية التي تضمن ترجمتها على أرض الواقع لتحقيق رؤى جلالة الملك في عملية الإصلاح والتغيير نحو المستقبل الأفضل.
فهذه مدارس الهاشمين التي تخرج أطباء فكر …وأطباء الأمة هم مفكريها أمثال عطوفة اللواء الدكتور مفلح الزيدانين.
ما أود أن أقوله بأن عظمة اللقاءات الفكرية والمواقف والإنجازات المتميزة هي التي تدفع وتفجر طاقات لدى الإنسان ليتحدث عن الإبداعات الثقافية التي تجلت في إدارة اللقاء وأسلوب المحاضر عطوفة اللواء الدكتور مفلح الذي أبهر وأتحف الجميع بتركيزة على البعد الاستراتيجي للأوراق النقاشية ودورها في توجيه منظومة التخطيط الإستراتيجي التي تعد إرث هاشمي يشار إليه بالبنان لما تحملة من رؤى عالية القدر في استشراف المستقبل وخارطة طريقة واضحة المعالم، وما الإبداعات والإنجازات الثقافية في تحليل هذه الأيقونات الهاشمية إلا شاهد على هذه الإنجازات الوطنيه والمدارس الهاشمية الراعية للعلماء والمفكرين الاستراتجيين أمثال اللواء الدكتور مفلح الزيدانين.
وما دفعني بشوق وبحرارة زائدة أن أكتب هو ما متعنا به عطوفة اللواء الدكتور مفلح الزيدانين على ما قدموه عن مضامين الأوراق النقاشية لجلالة الملك عبدالله والتي تعتبر استراتيجية وطنية كبرى تتسم بشفافية الطرح أشبه ما تكون بثورات؛ فكرية، ، وأخلاقية، وسياسية، وتجديدية، في الاقتصاد والإدارة والسياسة والتي تمثل حركة فكرية ، تطرح الجديد من النشاط العقلي الفكري في المقام الأول، تهدف إلى الانطلاق في مجالات العمل في شتى جوانب الحياة واكتشاف آفاقها.تاخذ بعين الاعتبار التحديات التي تواجه الخطط الاستراتيجية وكيفية تحويل هذه التحديات إلى فرص متاحة . معتمدين على الامكانيات والموارد المتاحة من خلال الاعتماد على الذات ….وقد أشار المحاضر بأسلوب مقتضب بأنه عندما أضاء جلالة الملك مبادرات الأوراق النقاشية التي وجهها للحكومة وللشعب الاردني عن فكر اصلاحي شامل لكافة نواحي الحياة ، فكر يعبر عن النهج الملكي في الحكم ، وميثاقا مرجعيا للارتقاء بالوطن ، لم يحدد الوصفة العلاجية للخروج من هذا النفق المظلم… بل ترك لنا لغة الحوار لكي تشارك جميع الهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في صياغة الحلول المناسبة التي تلائم واقع الحال في هذه المؤسسات، فقد أشار عطوفته بأن المبادرات الملكية حملت في ثناياها الكثير من المفاهيم والمفردات والقيم والمضامين السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية متضمنة رؤية ثاقبة إصلاحية لجلالة الملك بهدف تعزيز النهج الديمقراطي ومشاركة المواطن في صناعة وصياغة القرار الاستراتيجي وتعزيز وتطوير بناء الدولة لمواجهة التحديات والمتغيرات المتسارعة التي تجتاح المنطقة ، ففي سابقة نادرة في سلوك الملوك والقادة في مخاطبة شعوبهم مباشرة والتواصل معهم ، فقد استشعر جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله تعالى بأن هناك بعض التحديات التي تعتري بعض مؤسسات الدولة وبحاجة إلى نهضة إصلاحية تعتمد على تحديد الأهداف ووضع الخطط التنفيذية للوصول إلى هذه الأهداف مقرونة بإيجاد الوسائل والأدوات الرقابية التي تحقق ذلك من خلال برامج عمل مناسبة.
وعن دور مؤسسات المجتمع المدني للتحاور في مضامين ورؤئ جلالة الملك بهدف الخروج بفكر اصلاحي يجمع علية النخب من المثقفين وأصحاب المواقع والمنتديات الفكرية لتعزيز حالة الولاء وتعزيز قيم الإنتماء الوطني لمؤسسات الدولة وإعادة بناء الثقافة السياسية والاجتماعية بين أفراد المجتمع المدني على أسس حديثه تشمل القيم المدنية والديمقراطية من خلال وسائل ومؤسسات التنشئة الاجتماعية والسياسية وعليه فقد نوه اللواء الزيدانين بأن جلالة الملك قد أضاء مساحات واسعة لمناقشة التطور السياسي والاقتصادي في الأردن من خلال تركيز جلالته على ضرورة التحول الديمقراطي انطلاقا من مبادئ الحرية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والمشاركة السياسية وبضرورة وجود الأحزاب السياسية الفاعلة لأن النظم الديمقراطية لا تكتمل إلا بوجود أحزاب وطنية ذات برامج فاعلة لتعزيز نماء الدولة وتطورها والتركيز على الإصلاحات الدستوريه والتشريعات الناظمة لعمل الدولة، وخاصة تعديل التشريعات التي تمكن عمل الأحزاب سياسيا والارتقاء باداء مجلس النواب والكتل النيابية في العمل التشريعي والرقابي كما طالب جلالته بثورة تربويه للنهوض بالتعليم بإدخال إصلاحات جذرية على التعليم تضمن توسيع النظام التعليمي وترفع من جدارته ، لأن التعليم أحد الأركان الرئيسة في المجتمع وهو أهم عنصر في عناصر قوة الدوله.، فجاء التركيز على بناء القدرات البشرية وتطوير العملية التعليمية والارتقاء بها الى مصاف الثورة العالمية الجاريه في هذا الصعيد والتي هي جوهر نهضة الأمة لتحقيق التنمية في كافة المجالات وشدد جلالته على إقامة الدولة المدنية التي اساسها سيادة القانون وفقا لأعلى المعايير والشفافية لخلق مجتمع العدالة والمساواة ، الدولة هي دولة القانون التي تستند الى حكم الدستور وأحكام القوانين في ظل الثوابت الدينيه والشرعية وترتكز على المواطنه وتقبل التعدديه واحترام الرأي الآخر،وتحديد المسؤوليات والواجبات دون تميز بين المواطنين بسبب الدين او العرق أو الجنس أو اللغة أو الإنتماء السياسي أو المواقف الفكريه أو المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لذلك فإن تطبيق القانون على الجميع هو من أدوات الرقابة الفعالة والتي تعبر عن مقياس الإنتماء الحقيقي للمواطنه ، كما أكد عطوفة اللواء الدكتور مفلح إن الأنظمة الراشدة هي التي تجعل من الحوار الوطني نهجاً وسياسة لها فيزدهر بسياستها الوطن
وعموما فقد أكد جلالة سيدنا في مضامين الأوراق النقاشية بأننا بحاجة إلى إصلاح سياسي وعلى أهمية وجود ثقافة سياسية عالية النضج لأن تغير الثقافة معناه تغير في السلوك الإيجابي الذي نبحث عنه، ويشترك فيه جميع أبناء الشعب بكل مكوناته ، وهذا حق لكل إنسان ينتمي لتراب هذا الوطن وترتبط به . لكي يشعر كل مواطن في هذا الوطن الكبير في قيادته الهاشمية، والعظيم بشعبه الأصيل المتماسك ومتحدي كل الظروف للارتقاء بالوطن لتنفيذها حيث ارتفع مؤشر الأداء الإداري والمهني.
والدليل على ذلك أن معظم الدوائر والمؤسسات الأمنية والعسكرية تحصل سنويا على جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز في الأداء نتيجة اعتمادها الاستراتيجيات والبرامج والخطط التنفيذية المدروسة لتحقيق رسالة ورؤى هذه المؤسسات الأمنية والقوات المسلحة الأردنية التي دوما تكون في طليعة أفضل الدوائر الحكومية في الإنجاز والإبداع ولتحقيق رؤى جلالة الملك لطرحة لهذه المبادرات الملكية للوصول إلى أعلى المستويات في تقديم الخدمات والتطوير المهني في جهاز الدولة الأردنية الواحدة.
وفي الختام فقد دار نقاش مطول أثرى جميع المتحدثين المحاضرة بما قدموه من تساؤلات ومداخلات شددت على أهمية الأوراق النقاشية الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني أعز الله ملكة كخارطة طريقة فيها من التشخيص والتصوير المزيد من الحلول في كيفية الإصلاح والتغيير والبناء ورغم تعدد المداخلات والتي تحمل اراء وتوجهات مختلفة حول غياب الاراده السياسية في بعض المؤسسات والادارات الحكومية وبعض مؤسسات الدولة الاخرى في ترجمة مضامين الأوراق لبرامج قابلة للتنفيذ،كذلك أشارت بعض المداخلات لبعض التساؤلات عن المعيقات التي تعيق تنفيذ مضامين الأوراق النقاشية، إلا ان القاسم المشترك فيها هو تعظيم الأوراق النقاشية لجلالة الملك وأهميتها لما فيها من نوافذ تُنير عتمتنا ، وفيها النبرة ذات الغيرة على منجزات الوطن والعمل على المحافظة على الإرث النهضوي الذي قام على أكتاف ملوك بني هاشم الأخيار.
وقالوا بأنه على الرغم من الأهمية الكبيرة للأوراق النقاشية الملكية لما فيها من قدّر عالي من التميز لأنها حددت المشكلات وتشخيصها وطرق حلها ، إلا إن ما تقوم به بعض المؤسسات الحكومية المعنية ما زال خجولا ولم يرقى لرؤيا ورسالة جلالة سيدنا، ولم تستطع بعص المؤسسات الحكومية ان تلتقط الإشارات الملكية وتعمل على ترجمتها إلى خطط قابلة للتنفيذ … باستثناء المؤسسات الأمنية والقوات المسلحة الأردنية التي التقطت هذه الإشارات الملكية ووضعت لها الاستراتيجيات المناسبة للارتقاء بعملها بما ينسجم مع رؤى جلالة سيدنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أعز الله ملكة.