واشنطن تستقبل أول سفيرة سعودية
السفير الدكتور موفق العجلوني
26-02-2019 09:20 PM
طالعتنا الاخبار الصحفية ووسائل التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية و العالم بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بتعين سمو الاميرة ريما بنت بندر بنت سلطان سفيرة للملكة العربية السعودية في واشنطن . و هي اول اميرة و سيدة سعودية تتولى هذا المنصب في تاريخ الدبلوماسية السعودية .
ليس غريباً ان تتولي سمو الاميرة ريما منصب سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن حيث ذهب البعض انه لم يسبق لها الالتحاق في العمل الدبلواسي .
على العكس ، لقد كانت في قمة العمل الدبلوماسي و تربت و عاشت في قلب الدبلوماسية ، فليس غريبا على الاميرة ريما تقلد هذا المنصب ، فوالدها سمو الامير بندر بن سلطان عميد السفراء في واشنطن ، حيث لعب سموه دوراً كبيراً في تشكيل العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الاميركية طوال 22 عاما، هي مدة عمله سفيرا لدى واشنطن . ووالدتها سمو الاميرة هيفاء بنت فيصل عميدة عقائل السفراء ، و بالتالي فقد جمعت الدبلوماسية من اطرافها ، و نور على نور القيم المضافة في تجربتها على الساحة السعودية في مجال العمل الاقتصادي و الاستثماري ، اضافة الى قيادتها للعديد من المبادرات الاجتماعية و المؤسسات الخيرية و مجالس الادارة .
تعيين سفراء اميرات و امراء للمملكة العربية السعودية هو عرف قديم جديد ، و سفراء المملكة العربية السعودة حقيقة و من خلال تجربتي الشخصية اثناء عملي كدبلوماسي و سفير للمملكة الاردنية الهاشمية في العديد من دول العالم هم من خيرة السفراء تمثيلاً للمملكة العربية السعودية و العروبة و الاسلام والقيم الانسانية ، فها نحن في الاردن لدينا سمو السفير الامير خالد بن فيصل بن تركي ال سعود ، و هو من خيرة السفراء ، دبلوماسي اصيل صاحب خلق عال و ادب جم ، و كرم عربي حاتمي و دماثة و تواضع ، لسموه حضور راق في كافة المناسبات الدبلوماسية و الاجتماعية الاردنية ، ذو هامة عالية قريب من القلب و الوجدان ، و باعتقادي هذا هو حال السفراء والسفيرات السعودين فما بالنا بخيرة الخيرة من سفيرة اميرة و سفراء امراء .
ان اختيار سمو الاميرة ريما بنت بند بن سلطان لم يأتي عبثاً او من قبيل الصدفة ، كان قراراً ملكياً يتسم بالحكمة و العقلانية و بعد النظر و رداً على كل الاصوات المغرضة بحق المملكة العربية السعودية . فهي كما اشرت بنت البئية الدبلوماسية العريقة و خريجة جامعة جورج واشنطن عام ١٩٩٩ ، و هي رائدة من رائدات الأعمال، و تولت العديد من المناصب القيادية في المملكة العربية السعودية ، و قامت بتأسيس و ادارة العديد من الشركات ، و هي عضو في العديد من مجالس الادارة و شغلت مناصب رئاسات تنفيذية وتولت اداراة مجالس عامة ، و اسست العديد من الشركات و المؤسسات و الجمعيات الخيرية ، و كانت صاحبة مبادرات شبابية بهدف التمكين الاجتماعي و تمكين المرأة ، و دعم الافراد للمساهمة بشكل أكبر في المجتمع. و كان هدفها الأساسي هو فعل الخير و العمل الاجتماعي الذي يصب في مصلحة المجتمع السعودي و دعم قضايا المرأة السعودية .
و قد تولت الاميرة ريما العديد من المناصب الهامة كان من ابرزها عضو المجلس الاستشاري لسمو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ، ووكيل الهيئة العامة للرياضة للقسم النسائي ، و رئيس الاتحاد السعودي للرياضة ، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب.
في مشوارها المهني عملت على تمكين المرأة واتخاذ خطوات داعمة للمرأة ، و كان من أهم مشروعاتها العمل مع وزارة التعليم على تعزيز التعليم الرياضي في مدارس الفتيات، ودعم مشاركة النساء في المنافسات الرياضية. ووقعت اتفاقيات رياضية مع وزارة الرياضة اليابانية لإقامة معسكرات تدريبية رياضية للفتيات.
و حصلت الأميرة على عدد من الجوائز و المداليات و الدروع والتكريمات من أهمها : جائزة مجلة سيدتي للتميز والإبداع عام 2018 ، و جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي عام 2017. وفي عام 2014، صنفتها مجلة فوربس الشرق الأوسط ضمن النساء الأكثر تأثيرا في العالم العربي. وفي العام نفسه، تصدرت قائمة الشخصيات الأكثر ابتكارا بمجلة فاست كمباني.
نعم هذه هي المرأة السعودية والتي في كثيراً من الاحيان لا تنصفها وسائل الصحافة والاعلام و بعض الاقلام المغرضة . المرأة السعودية هي شريكة جنباً الى جنب مع شقيقها الرجل و في خدمة المصالح السعودية الوطنية في الداخل و الخارج . و ياتي هذا المرسوم الملكي ليؤكد للعالم ان المرأة السعودية قادرة على تحمل كافة مسؤلياتها في الداخل والخارج والقادرة على خدمة بلادها في كافة المجالات الدبلوماسية و الاقتصادية و الاجتماعية و العلمية .
و ها نلمس الحراك السعودي في مجالات التنمية في الداخل و التحرك النشط على صعيد السياسة الخارجية ، و ها هو سمو ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان في حراك ديناميكي نشط يجوب العالم شرقاً و غربا من اجل احياء طريق الحرير ( الحزام البري و البحري ) و من اجل حضور وتعزيز الدور الحضاري للمملكة العربية السعودية ، هذا الدور الذي ينعكس على تقدم و ازدهار المملكة العربية السعودية و كذلك الدور الانساني و الحضاري الذي يساهم في الامن والاستقرار سواء في منطقة الشرق الاوسط او العالم باسرة .
و اخيراً و ليس اخراً ، امنياتنا لسمو السفيرة الاميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفير المملكة العربية السعودية المعينة لدى واشنطن ، كل النجاح و التوفيق في خدمة المصالح العليا للمملكة العربية السعودية و القضايا العربية والاسلامية .
و ختاماً ، ندعوا الله ان يديم على المملكة العربية السعودية و قيادتها و شعبها العربي الاصيل الامن والامان والتقدم و الازدهار بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده سمو الامير محمد بن سلمان والذي نتطلع لاستقباله قريباً في عمان ليكون ضيفاً عزيزاً على صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده سمو الامير الحسين بن عبدالله حفظهم الله.