كنت أتمنى على أمانة عمان أن تكرّم الشهداء في إحتفالية وطنية رسمية وفي مناسبة باسم الملك ، فقبل أيام خسرنا أربعة من أبناء الأمن والمخابرات وما زال دمع أمهاتهم وآبائهم لم ينشف بعد ، فهم الأولى بالتكريم من فنانات لم يعرف عنهن إلا الغنج والرقص والأدهى والأمرّ على القلب أنهنّ لسن من بلادنا ، فماذا قدّمن للأردن وللجيش وللملك حتى يصعدن منصات التكريم .
كنت أتمنى على أمانة عمان وهي تحتفل بمناسبة وطنية أن لا ترهن نفسها لشركات الفن ، وأن لا تسمح لمقاولي حفلات الرقص ومتعهدي هزّ الخصر أن يستغلوا اسم الملك والوطن لجني الأرباح .
مؤلم ما يحدث في بلادنا من إنهيار ، ومن سرقة والسرقة ليست من الخزينة شرطا ، ولكن عمان كبيرة باسمها وجبالها وشعرائها ، كتب لها سعيد عقل وحيدر محمود وحبيب الزيودي ، وغنّت لها فيروز ونجاة الصغيرة وفارس عوض ، من الموجع أن تكون منصة لتكريم شخصيات تافهة مرة لفيفي عبده كأم مثالية ومرة لحليمة بولند .
هذه مؤسسات الدولة تبكي قلة المال والوظائف عندما يأتي فقراء بلدنا يطلبونها ، ولكنها جريئة وكريمة على الإستقراض والدين وفي حفلات الرقص ومهرجانات الهزل تغدق مالا وفيرا .
آن لنا أن نصحو وأن بلادنا تخطف نهارا ، وأن مؤسسات الدولة ترتهن للمسؤول الأول ، ولا خطوط حمراء للمتاجرة حتى لو كان تاريخ الوطن ورموزه .
حمى الله الوطن المبتلى والسلام على الفقراء والشهداء وأبناء الحراثين والعسكر .