لم اعلق على ازاحة فراس نصير خوفا من ان يبدو الامر كفزعة جهوية فهو جاري وبلدياتي وابن دائرتي وقد تبدو شهادتي به مجروحة لكن ما حدث تحت القبة والكلام الجائر وغير المنصف لا يمكن السكوت عليه.
لم يكن فراس نصير إستعراضيا أو وصوليا. لم يتمسح على الاعتاب وكان تعيينه مديرا عاما للاذاعة والتلفزيون طبيعيا على خلفية مهنية طويلة. وفي منصبه هذا لم يعمل على بناء شبكة حماية ودعم بين المسؤولين والنواب بالتنفيع والاسترضاء والتلميع. عمل فقط بمهنية واستقامة ونزاهة واحترام. عمل بإخلاص للقضية الملقاة على كاهله وهي انقاذ هذه المؤسسة الغارقة في الترهل والبيروقراطية والعجز وسط ظروف افشلت كثيرين قبله .. أنجز التحول الى التقنية الرقمية وتقنية ال HD وتخفيف الحمولة الزائدة بالوظائف وتطوير الاداء وتحديث الشاشة. وكان ذلك يزكي طبيعيا التجديد له لكن عيونا كثيرة على المنصب اشتغلت على ازاحته ونجحوا في ذلك! هو لم يصنع علاقات فاسدة يستثمرها لتثبيته في موقعه، ولم يحرك احتجاجات ولم تقع عنعنات جهوية وعشائرية ولم ينتخ نواب دائرته للضغط لبقائه في منصبه. بل بكل احترام اعلن انه يصدع للقرار موجها رسالة وداعية لزملائه في المؤسسة مؤكدا على الانتماء والولاء وموصيا بالعمل بإخلاص من اجل هذه المؤسسة الوطنية العريقة. لكن المصيبة ان العكس حدث فقام البعض تحت القبة يهلل للاطاحة به والنصر بتحرير هذا المنصب منه !! هذا ما استفز عن حق نواب من دائرته ومحافظته للرد على الكلام الظالم وغير المبرر فرأينا هذا المشهد المؤسف تحت القبة برائحة المشاحنة الجهوية. فراس نصير كان ضحية ومعه المهنية والمؤسسية والاحترام والاستقامة.