مع بدء تلمس نتنياهو لاحتمال خسارته في الانتخابات القادمة في التاسع من شهر إبريل/نيسان المقبل وبدافع «وحشي» و«جوع مقزز» للسلطة قرر الذهاب بتحالفاته إلى أقصى ما يمكن مع اليمين الإسرائيلي العنصري والمنبوذ، حيث أنجز اتفاقاً مع «قوة يهودية» التي تعد الواجهة السياسية الجديدة لحركة كاخ العنصرية المحظورة إسرائيلياً ومصنفة أميركياً وأوروبياً باعتبارها حركة عنصرية وإرهابية منذ 1994 وتحديداً بعد مذبحة الحرم الإبراهيمي التى ارتكبها «باروخ غولدشتاين»، وبموجب هذا الاتفاق ستضم قائمة الليكود بالإضافة لتنظيم «قوة يهودية»، حزب «البيت اليهودي» بزعامة الحاخام رافي بيرتس لمواجهة الرعب القادم من التحالف المرشح للفوز بالانتخابات ألا وهو التحالف الذي يضم حزب «مناعة لإسرائيل» بزعامة «بني غانتس» وحزب «يوجد مستقبل» بزعامة عضو الكنيست «يائير لبيد» والذي سينضم له حسبما نشر مؤخرا رئيس الأركان السابق غابي اشكنازي وموشي يعلون وزير الأمن الأسبق، بحيث أصبح المشهد الانتخابي العام في إسرائيل على النحو التالي، معسكر الجنرالات في مواجهة معسكر نتنياهو والحاخامات.
هذه الانتخابات ليست كسابقاتها بالنسبة لنتنياهو حيث كان يعتقد أنها الأسهل، وأن حظوظه فيها كبيرة بحكم الدعم اللامحدود الذي تلقاه سياسياً وأمنياً من إدارة ترمب وبخاصة في مسألة نقل السفارة الأميركية للقدس الشرقية بالإضافة لمؤتمر وارسو وانهيار القوة العربية في مواجهة إسرائيل، إلا أنه تفاجأ بتحالف العسكر ضده وهو تحالف أربكه ودفعه مرغماً للتحالف مع الأحزاب الدينية المتطرفة والمنبوذة والتى لا تحظى في العادة بأي ثقة لدى الجمهور الإسرائيلي على عكس الثقة التى يحظى بها رجال الأمن والعسكر.
بتقديري أن الصهيونية – الإنجيلية التى يمثلها نائب الرئيس الأميركي مايك بينس لن تترك نتنياهو يُهزم وسوف تبذل أقصى ما لديها من أجل إعادته إلى كرسي رئاسة الحكومة وسوف تستخدم كل أدواتها وأساليبها لتحقيق ذلك لقناعتها أنه الأكثر التزاماً بحماية التحالف التاريخي بين واشنطن والصهيونية العالمية ولاحقاً واشنطن ودولة إسرائيل، ولا أدري هنا كيف يمكن لها أن توفر الظروف الموضوعية لفوز تنتياهو وتحالفه اليميني الذي سيجلب له العار السياسي والأخلاقي؟
أعتقد أن نجاح نتنياهو يحتاج لأمر يخدم اليمين المتطرف أو لأمر آخر يهزم معسكر الجنرلات، بمعنى القيام بفعل سياسي يجعل نتنياهو رمزاً للسلام بين العرب والدولة العبرية، في موضوع الاحتمال الاول فالامر يعني حدوث عمل إرهابي كبير داخل إسرائيل أو خارجها يزيد من «الحس الوطني» الإسرائيلي ويدفعه للذهاب نحو التطرف والانتقام، أما في الاحتمال الثاني فسيكون ترتيب لقاء مهم للغاية بين نتنياهو وزعيم إحدى الدول العربية المهمة على غرار زيارة السادات للقدس عنصراً حاسماً ونوعياً في ترجيح نتنياهو وسوف يساهم مساهمة كبرى في إعادة إنتاجه كزعيم لمعسكر السلام وينسخ أية صورة قاتمة عنه وعن تحالفه مع حركة «كاخ» العنصرية التى تطالب بطرد العرب من «أرض إسرائيل ».
ما أنا متاكد منه أن هناك مفاجآت في الطريق من اليوم حتى موعد التاسع من «إبريل» وعلينا الاستعداد لها.
Rajatalab5@gmail.com
الرأي