أجسادنا ليست حجر ولا جبل بل لحم ودم، نفوسنا ليست أبخره متطايرة أو كلمات متناثرة بل مشاعر مترابطة بأحداث، لسنا ممن نعيش على قمم الجبال بأكواخ بل في عالم متزاحم بنفوس مختلفة وأساليب متعددة من التفكير، لتجد نفسك تبحث عن ذاتك وسط هذا الزحام، لعلك تجد جزء منها لأن الجزء الأكبر تملكه الآخرون بطبيعة العلاقات البشرية، لعلك تعيش مع هذا الجزء ما تبقى من عمرك وما تخطط له من أهدافك، ولكن الصعوبة أن لا تجد ذلك الجزء لتعيش بدون هدف أو مبدأ، تعيش على ابتسامة الآخرين وألمهم، تعيش على كلمات ترفعك لحظة، ولحظة أخرى تهوي بك في الهاوية سبعين خريفا، لماذا هذا الضعف والانقياد واتباع الآخر دون تفكير، هناك من ترزقك به السماء من يُكمل شخصيتك لا يلغيها يُرَقِيها ويدفعها، يعطيك العزيمة يقوي سواعدك يُنبت البذور الناشئة في تفكيرك، لعلنا في عالم نبحث عن ذاتنا أو جزء منها ونبحث عمن يكون المكمل لشخصيتنا كالكتاب ذو الفصلين لا يكتمل الاول الا بقصة الثاني، لعلني وضعتك في بوتقه غريبه لكن مكنونها اذا وجدت ذاتك أبدع في تطويرها وابحث عن شبيهك وأرخي جدائل همومك في المساء حتى تعرفها جيدا وتستطيع أن تتخلص منها حتى لا تُرهق ذلك الجزء من الذات الذي هو مفتاح النجاح في عالم تزاحمت فيه الأقدام وحاولت كل منها أن تدوس على الأُخرى الا من رحم ربي.