رفــض لصفقـــة القــرن وحيرة بين وارسو ودبلن
نسيم عنيزات
24-02-2019 12:00 PM
من الواضح ان هناك خلافات دولية حول العديد من القضايا والملفات في الشرق الاوسط يتزعمها الملف الايراني والقضة الفلسطينة المتعلقة بمبادرة السلام الامريكية التي تروج لها واشنطن منذ فترة زمنية خاصة بعد تولي ترامب رئاستها او ما يتعارف عليه عالميا بصفقة القرن .
ان الخلافات خاصة بين الدول الاوروبية والولايات المتحدة الامريكية لم نعتد عليها من قبل والتي كانت معظمها منسجمة ومتوافقة فيما يخص دولنا وغزو العراق ليس بعيدا والملف السوري والليبي وغيره حيث كان هناك انسجام وتوافق واضح بين الاوربيين والامريكيين .
الا ان التفرد الامريكي في كثير من القرارات والتوجهات ادخلت العالم في حالة من التوتر وعدم اليقين في مستقبل العلاقة واكبر دليل الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي مع ايران الذي ازعج الدول الاوروبية التي رفضت الانسحاب لما سيلحق فيها اضرارا اقتصادية حسب ما رشح منها ولا ينسجم مع مصالحها .
كما جاء قرار ترامب يسجب قواته من سوريا بشكل مفاجىء جرس انذار لكثير من الدول خاصة الاوروبية للتحرك للبحث عن مصالحها خاصة في الشرق الاوسط الذي اصبح الان حلبة تصارع عالمي مما يعيدنا الى الخمسينيات من القرن الماضي ابان الحرب الباردة بين الروس والامريكان في تشكيل التحالفات الدولية التي نجحت في البعض وفشلت في اخرى كالحلف الاطلسي وبغداد وغيرهما .
ان المؤشر الرئيس على الخلافات الدولية ما شهده الشهر الحالي من مؤتمرات دولية بدأت في وارسو مرورا بدبلن واخرها اليوم الاحد في شرم الشيخ بادوات مختلفة يوجد بينها عامل مشترك بان معظم الحضور تكرروا في المؤتمرات الثلاثة خاصة الدول العربية في حين غابت الولايات المتحدة عن دبلن والمؤتمر العربي الاوروبي في شرم الشيخ .
كما تفاوتت المؤتمرات السالفة الذكر بمستويات التمثيل للمشاركين وذلك حسب المصلحة الوطنية للدولة او الرسالة التي تنوي ايصالها .ما نريد ان نؤكده ان العالم اجمع يسعى الى مصالحة وان يبقى في دائرة الحدث خاصة الدول الاوربية ،الا ان المحاور الرئيسية للمؤتمرات الثلاثة العنصر الفاعل والرئيسي فيها هي الدول العربية من حيث مواقفها واصطفافها واقتصادها او ما يدور حولها خاصة القضية الفلسطينية التي نجزم بانه يوجد اجماع عربي خاصة في الفترة الاخيرة لرفض صفقة القرن كما تسعى الى توحيد موقفها في كثير من الملفات طبقا للمصالح العربية .
والاستفادة من تجارب التحالفات القائمة ايجابا او سلبا على شعوبها اضافة الى المواقف الدولية والتقلبات التي تشهدها كل يوم.
الدستور