كان حلمي وأنا صغير ليس أن اصبح لاعب مشهور مثل رونالدو او ميسي انما أن اصبح رجل خنشير مثل الزير سالم.
عشش الزير سالم في عقلي ووجداني منذ طفولتي واصبحت أقلد حركات الزير ومسكت عصا القشاطة على أنها سيف الزير القاطع البتار وضربت الثلاجة والغسالة وتخيلت بأني أقطع رأس جساس وأقطع دابر جيشه وشربت كأس العصير مثلما كان يشرب الزير كأس الخمر فوق جماجم أعدائه..
نعم انا ذلك الطفل الذي يمشي برداء الزير كل أولاد مدرستي يخافوني مثل خوف جساس من الزير بل أن أكثرهم يخافون وجودي اكثر من خوفهم من أباءهم فأنا المسيطر على الصف والسبب اني أقلد الزير السالم بكل شيء بطريقة أكله وشربه ونزواته النسائية وغزواته العنتريه..
انا أختلف في الشكل والمضمون عن الزير سالم ولكن اريد أن أصبح مثله.. الزير سالم كان ضخم الجثة. خنشير. فارس. بطل. زير نساء. ملك الكاس والخمر .اما انا فأني اريد أن اتخلى عن بنطلوني الساحل من أجل ان ألبس عباءة الزير ..
نعم سأتخلى عن وضع الجل فوق شعري وأكسر هاتفي من أجل عيونك يا زير حتى أصبح زير مثلك.... وعندما كبرت أكتشفت يا زير أنك بطل من ورق بطل فاشل بمعنى الكلمة كنت بطل حقيقا في شرب الخمر وفارسا مغوار يقتحم حصون العذارى .كنت أسد المعركة عندما سفكت دم أخيك وابن عمك وعلى أعدائك أصبحت مثل الحمل الوديع .
يا أيها الزير سالم انت لم تمت انت ما زلت تتنفس في حاضرنا وما زال حقدك موجود في حنايا أمتنا وشلال الدم ما زال يتواصل في زوايا عروبتنا وابن العم مازال يقتل ابن العم. وصراع المنصب والكرسي مازال يشتد سعيره لقد جعلت الطفل ينوح من اليتم والزوجة الثكلى تطلم حالها.. وارزاق وخيرات الشعوب ذهبت الى بطون الأعداء.
اي بطولة تتوج نفسك عليها بطل يا زير الملذات. فجميع ابطالنا الحاضرون يقلدونك. تنتهك الحرمات يا زير ونقول عنك بطل .تسلب تسرق وتقتل خيرات الأوطان ونقول عنك بطل مغوار .ماضيك وحاضرنا واحد يا زير العروبة أمة تعشق النساء وتسرق حتى كحل العيون.
ماذا قدمت لنا يا زير البطولات.. أصبح الأخ يقتل أخاه.. والعورة تنتهك في وضح النهار.. سحقا لك يا زير لم تجلب لنا بطولاتك المزيفة غير دم ...دم في الماضي ..دم في الحاضر ..ودم قد ينتظرنا في المستقبل.. نعم جميع ابطالنا يعشقون الدم وانت رأس قدوتهم يا زير ويداك تلطختان بدم أمة تمشي على خطاك..
سيفك ما زال يتجبر ولم يصدأ.. سيفك هناك محفور في خاصرة العروبة.. سيفك لم يرفع على عدو غاشم ولكن رفع على أخ كان يظنك حارسا له.. مازال كرسيك يا زير يصمد من يتجرأ ان يلمس الكرسي العربي يصلب ويقتل.. مازلت موجود في حياتنا يا زير.