لماذا اصبحت البطالة حالة متوترة؟
د.محمد جميعان
23-02-2019 01:27 PM
ادوات السياسة ومفرداتها غاية في الاهمية وضرورية لكل حكومة ، بل ولكل وزير فيها ، واكثر من ذلك لكل صاحب منصب قيادي وإداري يتولى مسؤلية رسم السياسات وادارة شؤون الناس.
ارجوا ان لا اغضب احدا ان قلت بان هذه الحكومة قد غابت عنها مثل هذه الادوات السياسية بسبب غياب اصحاب الرؤى السياسية ذوي الاقتدار ، وفي احسن الاحوال وجدنا ثقافة سياسية تصلح للهرج وقعدة مجالس ولكن ليس لادارة سلطة تنفيذية تتولى مسؤليات كبار .
من هنا كنا نتابع تصريحات وقرارات استفزازية وننشغل بها على وسائل التواصل الاجتماعية ، في غياب انجازات حقيقية في شؤون الدولة التي من المفروض ان تنجزها الحكومة..
وهذا ما جرى في ظل غياب الحلول الحقيقية والجذرية لمشكلة البطالة وادراك عمق عواقبها سياسيا لغياب الرؤى او اصحابه ، وجرى الاكتفاء بالحلول التخديرية والعاطفية، التي لم لن تجد اذن صاغية او صدا ايجابيا، بل سيعظم حالة التوتر، ويوصل رسالة استفزازية قاهرة، سيما لشباب يبحث عن الاستقرار وابسط متطلبات الحياة في العمل ، في الوقت الذي يجد الوافدين واللاجئين يزاحمونه وياخذون فرصته بالعمل والعيش والاستقرار.
وليجدوا بعدها ان المناصب والوظائف العليا توزع وبالجملة حسب معارف الرئيس ووزرائه وتنفيعات للنواب والمتنفذين ..
لم تعد الحالة تشغيل ابناء محافظة العقبة فحسب ، هذا كان بالامس مقبول، ولكن ما جرى من استهتار بحقوقهم واستفزاز في ايجاد الحلول ، ترتب عليه حالة وطنية متوترة تتطلب ايجاد عمل لكل ابناء المحافظات الذين يعانون ليس البطالة فحسب، بل الفقر والتهميش وانسداد الافق والامل في عيش كريم يحفظ كرامتهم في وطنهم الذي هم احق به واولى واكرم..
وكذلك التراجع عن جملة التعيينات القيادية والادارية الاخيرة والغائها ، وتصويبها لمن ظلموا او تم تهميشهم تبعا لذلك..
ولن ينفع تكرار الوعود او ما اصبح يسمى " وعود تكم " كعلاج تخديري تم اعتماده منذ 2010 من قبل البعض من حكومات او متنفذين كعلاج تسكين وترحيل للازمة وتمييع للمطالبين بالحقوق ، مما ساهم في حالة انعدام المصداقية التي تعاني منها الحكومة ، و ترتب عليه خسارة كبيرة وضياع لقدرة المسؤول ان يوصل قناعاته للناس..
drmjumian7@gmail.com