خلال سنوات قليلة مضت تعرضت "المسألة اللحمية" في البلد لتغيرات سريعة مقارنة بالتغيرات خلال العقود الماضية.
يذكر الأردنيون أن اللحم "البلغاري" هو أول لحم أجنبي اشتهر على نطاق شعبي واسع, وقد احتار الناس حينها في لفظ الكلمة وأكثرهم قال "برغالي", غير أن اليساريين وخاصة منهم الشيوعيين, وبالنظر إلى أن بلغاريا كانت بلداً شيوعياً, حاولوا تمرير مقولة "لحمية" ذات طابع سياسي تقول: "يِخْلِف على البلغار الذين مكنوا الفقراء من تناول اللحمة" غير أنهم لم يوفقوا كثيراً في تعميمها. وقد انتشر "البلغاري" في مطلع الثمانينيات واستمر سيد اللحوم غير البلدية لزمن طويل قبل أن يتحول الناس إلى مقولة: "ليس بالسهولة أن تطال البلغاري", وذلك عندما وصلت إلى الأسواق لحوم أقل مرتبة من البلغاري منها النيوزلندي والاسترالي والهندي المجمد ثم الطازج, وحينها اختفى البلغاري.
غير أن سنوات التسعينيات ومطلع القرن الحادي والعشرين شهدت تغيرات كبرى أكثر سرعة, فقد دخل اللحم السوداني والروماني "ذبح عمان" ثم الصيني الذي قيل انه يشبه البلدي من حيث تمتعه باللية أيضاً وهي ميزة كان البلدي ينفرد بها فيما الخراف الأخرى من ذوات الذيل, وفي السنوات الأخيرة دخلت اللحوم "ذبح الإمارات" ثم خروف "دبي" الذي كُشف مؤخراً عن أنه صيني لكنه اشتهر بين الناس باعتباره "دبي", وذلك استثماراً لما تتمتع به مواصفات السلع الخليجية من سمعة عالية في عالم الاستهلاك.
إن الموقف الرسمي من المسألة اللحمية في البلد والذي يقوم على البحث عن بدائل لحمية من أي مصدر, سيدفع إلى إعادة الاعتبار لمفهوم "الزفر" باعتباره مفهوماً عاماً.0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net