التبرع بالأعضاء .. الاكتفاء الذاتي حلم أم حقيقة .. !
عودة عودة
23-02-2019 12:47 AM
يطيب لي بين الحين والآخر كصحافي زيارة مستشفى البشير أكبر وأقدم المستشفيات الحكومية وباروميتر الاداء المهني الصحي الأردني والأهداف كثيرة لهذه الزيارة في مقدمتها «صيد صحفي سمين» ولقاء العديد من كبار الاطباء «حُرّاس اجسامنا».
زيارتي هذه المرة كانت لمديرية المركز الأردني لزراعة الاعضاء البشرية واللقاء كان حميماً وودياً مع مديره الدكتور عبد الهادي البريزات وهو من كبار الجرّاحين في المملكة..
يقول بريزات: «إن الحلم يصبح حقيقة اذا توافرت الامكانات الضرورية لتحقيق ذلك».. وهذا ينطبق على الوصول «للاكتفاء الذاتي» في موضوع التبرع بالأعضاء،وأن الحل الوحيد للوصول للاكتفاء الذاتي حسب رأيه في الزمن القريب المنظور هو دعم البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً وقلبياً الشيء الذي يتطلب تضافر جهود الجهات المعنية من واضعي السياسات ومخططي الاستراتيجيات الصحية وتكامل عمل المؤسسات العامة والخاصة والطبية منها والأشخاص ودعم الحكومة الكامل واستغلال الامكانات المتوفرة...
غني عن القول إن الأردن من الدول السباقة في المنطقة في زراعة الأعضاء حيث أجريت أول عملية زراعة كلية من متبرع اردني متوفى دماغياً العام 1972قبل نحو نصف قرن، وقبل صدور قانون الانتفاع بأعضاء جسم الانسان بخمس سنوات..!، في حين زُرعت أول قرنية من متبرع أردني في العام 1992 رغم وجود قانون الانتفاع بعيون الموتى منذ العام 1956..!
كما أجريت أول عملية زراعة قلب في الأردن العام 1985 من متوفى دماغياً..وتطورت زراعة القلب حتى العام 1997 واجريت العملية الرابعة عشرة لتتوقف بعد ذلك حتى شهر أيلول 2018 عندما قامت مديرية المركز الأردني لزراعة الأعضاء بالتنسيق لتشخيص حالة وفاة دماغية في أحد المستشفيات الخاصة لأخذ الأعضاء من المتبرعة وبالتنسيق بين المؤسسات الصحية العاملة في مجال زراعة الأعضاء ليتم الاستفادة من القلب والكبد والكليتين و لم يتوافر في تلك اللحظة مريض ملائم لزراعة البنكرياس ولو تمت لكانت الأولى من نوعها في الأردن حسب مدير المديرية الدكتورالبريزات استشاري الجراحة العامة وجراحة الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية، هذا وتم اجراء أول عملية زراعة كبد العام 2004.
ويُشار إلى أن المصدر الرئيسي للتبرع بالأعضاء في الأردن هو من الأحياء ويكون ضمن شروط ومواصفات تطبيقاً لقانون الانتفاع بأعضاء جسم الانسان والفتاوى الشرعية والأنظمة والتعليمات الخاصة بذلك وتغطي حوالي 99% من نسبة المتبرعين بينما يغطي التبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً 1% علماً بأن ما يتم التبرع به من الأعضاء سواء من الأحياء أو المتوفين دماغيا لا يغطي الا حوالي 15-20% من الحاجة الفعلية.
وزاد الدكتور بريزات ان البرنامج الوطني للتبرع بالأعضاء من المتوفين دماغياً وقلبياً يحظى باهتمام ورعاية مباشرة ودعم لا محدود من صاحب السمو الملكي الأمير رعد بن زيد رئيس الجمعية الأردنية لتشجيع التبرع بالأعضاء وتبذل الجمعية جهوداً لتشجيع التبرع بالأعضاء في حين تقوم المديرية وهي الجهة الرسمية المشرفة على جميع انشطة التبرع ونقل وزراعة الاعضاء والأنسجة والخلايا البشرية في المملكة والممثلة لجميع القطاعات الطبية في الاردن بأداء مهامها ضمن الامكانات المتاحة... كما وضعت هدفاً استراتيجياً لعملها وهو السير الى الامام نحو الاكتفاء الذاتي من الاعضاء وحسب المبادئ الرئيسية والتوجيهية لمنظمة الصحة العالمية والاتفاقيات الدولية والعربية لمنع الاتجار بالاعضاء البشرية.
الراي