صفحة من تاريخ الاردن / الحلقة الرابعة
13-05-2007 03:00 AM
كانت المدن في شرقي الأردن ابان العصر البرونزي الوسيط ، مسورة وحصينة ، أقيم معظمها على قمم التلال والجبال مثل : جبل القلعة في عمان ، وصافوط قرب صويلح ، وفي غور الأردن ، وتل السعيدية ، وطبقة فحل ، واربد . ودير علا ، ومطار عمان ، والبقعة . وقد ظهر من نتائج الحفريات في هذه المناطق من الأردن ، وجود تبادل تجاري مع البلدان الغربية لمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط ، فقد وجدت أدوات تعود إلى بلاد اليونان وقبرص .
أما أول كتابة في العصر البرونزي المبكر ، وفي المرحلة الثانية من العصر في الأردن فقد عثر عليها في دير علا ، حيث عثر على نصب وجدت عليها كتابة تعود إلى تلك الفترة . ومن المعروف أن العربية المكتوبة وجدت في القرن السابع قبل الميلاد في موقع أم الرجوم شمالي عمان ، إضافة لما هو موجود من اللغة الثمودية والصفوية ، كما أن الأنباط استخدموا اللغة الآرامية ، غير أنهم تكلموا اللغة العربية وكتبوا بها .
وقد ظهرت عناصر حضارة العصر البرونزي في الأردن ممزوجة مع بعضها البعض ، خاصة في الصحراء الأردنية وفي مناطق ؛ جاوة ، وفي أم حماد الشرقي ، وفي الشونة الشمالية ، ويبدو أن هذه الفترة هي المرحلة التي سبقت عصر المدينة أو دويلات المدن ، التي ظهرت في المرحلة الثانية من العصر ، ويبدو ذلك جليا أيضا في مناطق : المغير شرقي اربد ، وتل نمرين في الشونة الجنوبية ، وتل العميري على طريق المطار ، وذيبان ، وابو الثواب على طريق جرش ، وجبل المطوق جنوب شرقي جرش .
-وقد شهدت هذه الفترة من العصر البرونزي نظام " المدينة الدولة " أو كما يطلق عليها أحيانا دويلات المدن ، ابتداء من 3100 ق م . ويعني نشوء تلك المدن نوعا من النظام المركزي الذي ظهر فيها ، فقد كانت كل مدينة من هذه المدن مستقلة بذاتها ، ويعتقد بأن نظاما معينا كان قائما بين هذه المدن . وفي هذه الفترة وصلت بلادنا الأردن إلى قمة ازدهارها إضافة إلى أن مدنا جديدة قد ظهرت ، خاصة في الحسا ، والكرك ، وعي ، والأغوار . وقد أدى قيام المدن لترك الأراضي الزراعية تحت رحمة الغزوات القبلية واشتغال أهل المدن بالتجارة .
ومن مميزات العصر البرونزي الثالث في الأردن ؛ ظهور الفخار المعدني الذي يتصف بالقساوة والرقة ودقة الصنعة والتناسق ، كما ظهر فخار ابدوس المزخرف ، الذي كان على شكل أباريق أخذت شكل حبة الكمثرى في معظم الأحيان ، كما ظهر الفخار الملون والمزخرف بأشكال هندسية مختلفة .
كما شهدت الفترة الثالثة من العصر البرونزي الثاني انتشار المعابد في مختلف مناطق الأردن ، وخير مثال على ذلك موقع الزيرقون في شمالي اربد ، ومعبد باب الدراع في وادي عربة .
وقد كانت عمان من اكبر المدن وأكثرها ازدهارا ابان العصر البرونزي الثاني والثالث ، فقد أظهرت الحفريات الأثرية بنايات وأسوار ضخمة ، في مناطق جبل القلعة والمنحدرات .
كما أسفرت الحفريات عن مبان في : تل نميرة ، وخربة اسكندر ، واللاهون على حافة الموجب ، والقصير ، وتل الحيات ، وتل أبو النعاج ... وغيرها .
وهكذا يمكن القول إن الأردن شهد فترة العصر البرونزي بعهوده الثلاثة ، وقد وجدت مخلفات كتابية تعود لتلك الفترة ، في كل من الأردن وفلسطين دون الأقطار الأخرى .
كما أسفرت الحفريات عن وجود صلات تجارية وحضارية مع مصر ، إذ عثر على كتابات مصرية على فخار أردني ، وصحون وأطباق تعود للعصر البرونزي ، وقد وردت إشارات في بعض الكتب إلى وجود غزو متبادل بين بلادنا ومصر في ذلك العصر ، خاصة في عهد الفرعون بيبي الأول 2325- 2275 ق م .
ومن المواقع الأردنية التي ازدهرت في العصر البرونزي : موقع ادر في الكرك ، وعين البيضاء في الطفيلة ، وتل الأربعين في الاغوار، وتل الحمة ، وجلول قرب مادبا ، وخربة المدورة ، والمريغة قرب معان ، وسلبود قرب سحاب ، وتلول الذهب ، وابوعبيدة ، وأبو الزيغان ، ودامية في الأغوار ، وكفر راكب ، والمشيرفة ، وعجلون ، والصبيحي ، وأم بطمة وغيرها من المواقع التي لا مجال لذكرها جميعها .