رسالة ملكية ضمن جملة رسائل مباشرة يوجهها جلالة الملك خلال لقاءاته مع مختلف أطياف المجتمع الأردني سياسيين وشعبيين من خلال اللقاءات المباشرة التي تشهد زخما هذه الأيام سواء في جولات جلالته إلى المحافظات أو في الديوان الملكي العامر ،والكتل النيابية والكتاب والإعلاميين وغيرهم ،وكأني بالعنوان الكبير ليكن كل فرد ومؤسسة أمام مسؤولياته الدستورية والقانونية والأخلاقية.
الأردن دولة المؤسسات والقانون ، ودورة حياة المسؤولية لا تنتهي بالتقاعد والانتقال من دور السلطة إلى دور المواطنة ،فالمواطنة مسؤولية وسلطة حقيقية بل هي ثقافة وانتماء ، أمام تحديات الواقع الداخلي والخارجي ، لا سلبية تتخندق خلف سور ( اما انا والا فالأمور ليست على ما يرام )، وأمام التحديات لابد أن تسقط (الأنا)،التي تشكل حالة مرضية لدى البعض.
التحديات الداخلية والخارجية ليست وليدة حكومة بعينها ،ولا مجلس نيابي بعينه،بل هي تراكمية في أغلبها ، وان كان بعضها أيضا طارئ لظروف إقليمية ودولية ،وفي المقدمة التحدي الاقتصادي الذي يترجم في مديونية ارتفعت تدريجيا خلال سنوات ،انعكست إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر ، وارتفاع المطالب الشعبية في تحسين الأوضاع المعيشية والاحتجاج عبر قنوات التواصل الاجتماعي والاعتصامات ، وغيرها ، والتحدي السياسي نفق العبور من التحدي الاقتصادي فالتكامل في مسيرة الإصلاح والعودة إلى ترتيب الأولويات ورسم ملامح التخفيف من وطأة التحدي الاقتصادي عبر بوابة الإصلاح السياسي تشريعيا وتنفيذيا .
وفي الجوار تحد آخر هو الإقليم الذي لا يعرف الهدوء ،فالأجواء عاصفة في القضية الفلسطينية والأزمة الايرانية -العربية ،وأمن الإقليم من الإرهاب المتصاعد لعدة أسباب مسؤولية جماعية تحتاج جهدا وطنيا يوازن الأولويات والمصالح مع الإمكانات والقدرات ،ولم يكن الأردن ليقف موقف المراقب أمام المسؤوليات الشرعية في القدس والمقدسات أو في الجوار العراقي والسوري أو في الإقليم العربي اليمني والخليجي .
وبالعودة إلى رسالة جلالة الملك عبدالله الثاني الى من يلتقي من أبناء الوطن ،المسؤولية والمواطنة لا تكون بالسلبية الناقدة غالبا عبر منصات الندوات والمحاضرات والصالونات الملبدة بالنميمة واطلاق
الشائعات الهدامة ولا بالسلبية عبر مواقع التواصل الإجتماعي الإلكترونية، بل بتشكيل مجموعة الحكماء الخبراء الشركاء في تقديم برامج وأفكار لمختلف القضايا ،والانتقال إلى دور القيادة الشعبية التي تخاطب بواقعية وكفاءة وديناميكية أبناء الوطن لأنها مسؤولية ومواطنة .
*mamoonmassad@hotmail.com