facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




مادة التربية الإعلامية خطوة في الوقت الصحيح!


سليمان الطعاني
19-02-2019 05:42 PM

فتحت التطورات التكنولوجية المتسارعة الأبواب على مصراعيها أمام الجميع للمشاركة في الأفكار والصور والمعلومات، التي كانت قبل بضع سنوات محصورة بين أصدقاء حقيقيين (غير افتراضيين) وأقارب وجيران فقط، الحاضر منهم يعلم الغائب حول أي معلومة أو خبر!

جميعنا ابتعد بعلاقاته الآن إلى مستوى آخر جديد وشائع هو المستوى الافتراضي، والنجاح المذهل لوسائل التواصل الاجتماعي، حوّلها إلى منصات أساسية لبث الأخبار والبيانات والصور، فأصبحت أداة أساسية من أدوات وسائل الإعلام للوصول إلى أكبر شريحة من الجمهور ومنبراً لما يسمى «الصحفي المواطن» والمدوّنين والمؤثرين، بالإضافة إلى استغلالها كأداة فاعلة للدعاية السياسية أو الدينية وغيرها.

الطلبة اليوم في زمن الانفجار المعرفي، يعيشون في زمن الإشاعة والأخبار الملفقة المفتوحة وبجميع الصيغ التي ممكن أن نفكّر بها مسموعة ومقروءة وصور ورسوم ثابتة أو متحركة أو فيديو.. على مدار 24 ساعة، تتقاذفهم الأخبار الموثوقة حيناً والأخبار الكاذبة أحياناً أخرى،

قبل بضع سنوات لم يكن الأمر يحتاج لأكثر من «كبسة زر»، على جهاز التحكّم عن بعد لكي تضع الأم أو الأب حداً لمحتوى إعلامي على التلفزيون غير مرغوب فيه، وسط جلسة عائلية تجمعهما مع الأولاد في البيت، فالأب والأم كانا بمثابة حارسي بوابة إعلامية فاعلين في حماية أولادهما من أي محتوى إعلامي يتعارض مع قيمهم وقناعاتهم وخلفياتهم الاجتماعية والسياسية. أما اليوم فقد اختفى ذلك الدور الرقابي للوالدين في ظل الفضاء المفتوح ولم يعد للخصوصية مكان فلا الجهات الرسمية تستطيع التحكم بها، ولا الكبار يمكنهم توجيهها زماناً أو مكاناً، كمّاً أو كيفاً للأطفال أو اليافعين.

يأتي قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي مؤخراً بضرورة العمل على طرح مادة التربية الإعلامية لطلبة الجامعات الأردنية كمتطلب اجباري خطوة في الاتجاه والوقت الصحيح، الوقت الذي أصبح فيه العالم بحجم الشاشة، والشاشة في متناول جميع الأولاد والطلبة من مختلف الجنسيات والأعمار، واتخذت قنوات المشاهدة شكلاً آخر، وتحولت إلى قنوات تواصل، كما أنها لم تتوقف عن التوالد بأشكال متنوعة منذ أن تمّ إطلاق فيسبوك في 2007، لتقدّم منصات تلبي جميع الأذواق!

تربية إعلامية ناقدة critical media literacy تأتي في خضمّ ذلك كلّه لتكون ضمن المناهج الدراسية للطالب، لتمكينه من أن يكون ناقداً ذكياً ومحللاً للكمّ الهائل من المعلومات التي يتعرّض لها يومياً، من دون أن يعتمد على تطبيق إلكتروني معين أو على آراء وأفكار الآخرين، يجب على كل طالب أن يكون لديه القدرة والخلفية على التفكير الناقد ليكون ناقداً لما يصله، فيقرر قبوله ومشاركته أو رفضه وإلغائه.

بهذا القرار يتبين لنا جليّاً أن تدريس الإعلام لم يعد محصوراً بطلبة كليات الإعلام والاتصال، يفترض بكل طالب أن يتعلم كيف يعمل الإعلام الجديد ومزاياه، لكي يتمكن من بناء فكر ناقد لما يتعرّض له من معلومات يومياً،

إن إثراء الميدان التعليمي بفكر إعلامي ناقد جديد، يطبق في المناهج الدراسية من شأنه تزويد الطلبة والشباب بالمهارات الإعلامية المطلوبة لمواكبة التطورات التقنية والتكنولوجية الكبيرة الحاصلة والتي تعدّ اليوم من متطلبات الحياة وتنمية قدراتهم وجعلهم قادرين على التمييز بين الأخبار الموثوقة والأخبار الكاذبة والشائعات، وتعريفهم على كيفية التدقيق فيها، وعدم الاطمئنان إلى المعلومة الأولى التي يصادفها على مواقع التواصل الاجتماعي أو على محركات البحث إلا بعد إخضاعها للنقد الإعلامي الذكي لتقرير الصواب من الخطأ وبناء قراره على هذا الأساس.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :