ليس مستغربا أن يبرر تلامذة مسؤول سابق- طالته فضيحة- أعماله الشنيعة ...ولكن أن يقوم أحدهم وهو لا يزال يعمل في أعلى مؤسسة في الدولة باستدعاء أحد الكتاب المرموقين ويدعوه "لشرب فنجان من القهوة" لا للتحدث حول رؤى جلالة الملك ونشاطاته الخارجية والداخلية وإنما لتبييض صورة المسؤول السابق المثير للجدل، فهذا أمر غير مقبول تحت أي مسمى.
بما أن هذا الموظف ذو الرتبة العالية كان يتحدث باسمه الشخصي ولم يكن مفوضا بحكم وظيفته، كان يجب عليه أن يلتقي الكاتب في مكان عام لا في مكتبه الرسمي وأن يؤكد للكاتب وبكل وضوح أن الأمر يتعلق برأيه الشخصي، وعدا ذلك فهو يخالف كل المعايير والقيم المتعلقة بوظيفته ومن الواجب محاسبته على فعله هذا.
أما الحجة التي رددها تلامذة المسؤول السابق المثير للجدل هي أن ما يجري داخل المنزل هو شأن شخصي، قد تكون هذه المقولة هي كلمة حق يراد بها باطل.
بالطبع إن ما يجري داخل المنازل وخلف الأبواب المغلقة هو أمر يخص أصحابها خاصة في مجتمع يؤمن بقول الله تعالى "لا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا".
ولكن عندما يصبح الأمر حديثا عاما شاركت به أطراف معينة فإنه يتحول إلى شان عام يثير الجدل لانه يمس الأعراف والتقاليد المتعارف عليها.
الأمر الآخر مما دعا لاهتمام المجتمع أنه عندما يطرح احدهم نفسه كشخص عام فإن المجتمع ينتظر منه أن يكون قائدا للرأي العام، وأن يكون في السر والعلن مثالا يحتذى في المروءة وحسن المعشر وطيب الأخلاق ونصرة المظلوم والحض على المعروف والإحسان.
وبعكس ذلك إن شذت الشخصية العامة عما هو مألوف، وإن كان القانون لا يطال هذا الشذوذ فإن المجتمع وبسبب خيبة الظن سيحكم بشكل قاس على ذلك. ناهيك عن تقبل المجتمع تولية أمره لمن هو بمثل هذه المواصفات.
محاولة إسكات الصحافة عن إصدار حكمها كونها جزء من المجتمع، لن تخفي المخالفات بل على العكس من ذلك.
آن الأوان لهدم حصون مواقع القوة التي تعتبر نفسها فوق القانون والتي تحاول إرهاب الناس من مكاتبها الرسمية التي أنشأت لخدمة الوطن وليس للدفاع عن شخص يصعب الدفاع عنه.
...............................
***المقال بنسخته الانجليزية نشر في صحيفة "الجوردان تايمز"/المؤسسة الصحفية الاردنية.