في بيتنا أُم وأبٌ وأبناء
أمي مصدر الرقةِ والعطف والحنان
أبي مصدر الرجولة والخشونة
اخوتي يأخذون صفات أبي، ولكنهم إذا ما اشتد الخلاف وازداد النقاش حدِية وهم في ذروة الشباب لم تنجح معهم صرامة أبي وشدته، فذهبوا إلى أمي واشتكوا لها فظاظة أبي، وأسلوبه ورفضهم الانصياع لأوامره، فتميل أمي على اخوتي برفقٍ وحنان، وتستعمل كلمات اللين والإمتنان، متوسلةً لهم وبعيونها كل العرفان، بعد الكثير من المقدمات وأنواع مختلفةٍ من الهتافات قائلةً لهم:
"معلش يما أبوكو وبدو مصلحتكو"
وإذا بإخوتي أصحاب العقول الشبيهة بالصخور تلين وترضى وتتقبل النصح وتمضي سمعاً وطاعةً تريد أن تعمل، وتصل لحل وتردم الخلل، لأن الأم توسلت واستعملت اللين لإقناع أبنائها.
وهكذا عنجرة
والسلط
ومعان
والطفيلة
والكرك
وكل المجتمعات العشائرية في مجتمعنا الأردني، لا ينفع معها قسوة الأب وإن كان يريد نصحها.
ويمضي معها لين الأم في النصح والصلح والحكمة.
أتدكون لماذا؟
لأنهم يَرَوْن في الوطن أُم