هدية الشرفاء في حفل تابين جورج حداد
فؤاد الحميدي
19-08-2009 05:43 PM
في حفل تابين الكاتب الصحفي جورج حداد الذي اقيم في المركز الثقافي الملكي استوقفتي كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي القاها الصحفي اللبناني قاسم صالح والذي "قال فيها انني احمل ذكرى احتفال تموز للشرفاء من ابناء هذه الامة مؤكدا على استمراية المقاومة ضد العدو الصهيويني، وهذا ما نذر نفسه الراحل وسخر كتاباته لمحاربة الاضاليل التي يسعى عدونا الصهيوني تعميمها في مجتمعنا في غزوة فكرية ترافقت مع احتلال ارضنا ومقدساتنا.
واضاف ان الراحل امتشق قلمه سلاحا لتعميم المعرفة وكشف زيف ادعاءات العدو وعدوانيته ومجازره وارهابه لانه يدرك ان المجتمع معرفة وان المعرفة قوة".
ونلاحظ انه بعد مرور ثلاث سنوات على عدوان تموز ـ آب 2006 "الإسرائيلي" على لبنان،نلحظ ان اللبنانيين انقسموا على انفسهم في معنى الانتصار فمنهم من يؤكد على دورالمقاومة التي صنعت مجد العرب وعزته، وقهرت جبروت الاحتلال والعدوان، وهي جزء لا يتجزأ من التكوين اللبناني، وتستمد شرعيتها من تاريخها ومن انجازاتها ومن بطولات المقاومين ودماء شهدائها وجرحاها ومعاناة أسراها.
ويعتبرون ان كل كلام أو موقف يخالف هذه الحقيقة، يصب عن قصد أو عن غير قصد في مصلحة العدو "الإسرائيلي"، خصوصاً وأن هذا العدو يواصل انتهاكاته وخروقاته للسيادة اللبنانية ويصادر الاراضي العربية ويقتل ابناء فلسطين على مرأى المجتمع الدولي.
اما الفريق الاخر فانه يحتفل بمرور ثلاث سنوات على صدور القرار 1701، والدعوة إلى الإلتزام بتطبيقه، دونما ذكر كلمة واحدة عن انتصار المقاومة ، وهو إمعان في التعمية على حقيقة الانتصار الذي اعترف به العالم ولجنة "فينوغراد" الصهيونية.
ويبدو أن هؤلاء المحتفلين لم يغيروا سلوكهم بعد ،وما زالوا في حالة الغيبوبة وذاكرتهم موصولة بالأحداث والأوهام التي سبقت حرب تموز ـ آب ، حيث جاء "الجهد" الدولي عموماً والأميركي خصوصاً ليمنحها جائزة ترضية، عبر قرار دولي يخفف من وقع هزيمتها في لبنان.
.
لقد كتب الراحل جورج حداد عن هذه الحرب العدوانية واطال في كتاباته الذي اكد فيها ان الصهيونية وحقدها وغطرستها ووحشيتها هي سبب الالم والاجرام الذي يتم مؤكدا على دور المقاومة في الانتصار وتحدث عن البطولات والصمود الاسطوري الذي اجبر العدو "الإسرائيلي" إلى القبول بهزيمته وبفشل أهدافه وبوقف العدوان يوم 14 آب 2006.
وفي مثل هذا اليوم يوم 18 آب الذي يصادف حفل تابين الراحل جورج حداد رحمه الله كان الشرفاء من ابناء هذه الامة يحتفلون بما حققته المقاومة من انتصارات .
لقد اسقطت هذه الحرب ما كان يحضر للمنطقة من مخططات وتحول إلى كوابيس مرعبة تقض مضاجع الذين توهموا القدرة على الحاق الهزيمة بقوى المقاومة في لبنان والمنطقة.
في الحقائق، وفي الوقائع، أن كل ما بني على الأوهام بإمكانية انتصار المشروع الأميركي ـ "الاسرائيلي" قد سقط سقوطاً مدوياً، وهو سقوط لم يقتصر على "إسرائيل" المهزومة وحسب، بل تعداه إلى دول اخرى ،فهو مشروع شيمون بيريز للشرق الأوسط الكبير ومشروع الحرب على لبنان والمنطقة.
إن انتصار المقاومة اكد وقائع جديدة على الأرض، ودفع بالقضايا العادلة والمحقة مجدداً إلى واجهة الاهتمام الدولي والانساني، وفي طليعتها القضية المركزية "قضية" فلسطين.
وما جرى في غزة يؤكد ضرورة التمسك بخيار المقاومة الى جانب خيار المفاوضات ويدعو إلى مواجهة التهديدات والأطماع "الإسرائيلية" بوحدة الموقف والتمسك بقيام دولة فلسطين على التراب الفلسطينة .
وما نؤكد عليه قلم الراحل الذي اتخذ منه سلاحا لتعميم المعرفة لكشف زيف ادعاءات العدو وعدوانيته ومجازره وارهابه لانه يدرك ان المجتمع معرفة وان المعرفة قوة .
وقلم جورج حداد وفكره سيتسمر في العطاء حتى تحرير القدس وقيام دولة فلسطين ......وهو وعد من الشرفاء .
fhimidi@yahoo.com