عمون - إستقبل الأستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة رئيس الجامعة الأردنية رئيس وأعضاء جمعية عون الثقافية الذي أطلع عطوفته على رؤية وأهداف الجمعية التي تضم في عضويتها قامات وطنية وأصحاب إرث تاريخي في ميادين الفكر والسياسة والأدب والعلم.

بداية رحب رئيس الجامعة بالوفد الزائر والممثل عن جمعية عون الثقافية مبدياً سعادته بلقاء هذه القامات المعروفة وطنياً وخارج الوطن.

وقال إن هذه المبادرة مبادرة خير ومبادرة طيبة واي شيء أو فكرة تخدم الوطن بالتأكيد ستكون محط إهتمام الجميع وهذا المشروع الذي تطرحه وتركز عليه جمعية عون الثقافية يتقاطع كثيرا مع هذا التؤام الأردني الفلسطيني الشغل الشاغل للجميع ومسؤوليته تقع على عاتقتنا جميعاً مؤسسات وأفراد.ومن جانبنا- الجامعة الأردنية- فإننا نضع كافة إمكانات ومقدرات الجامعة تحت تصرف جمعية عون الثقافية لتسهيل مهمتها ومساعدتها على إنجاز مشروعها الوطني الريادي.

وأضاف عطوفة رئيس الجامعة الأردنية بأن هذه الجهود مقدرة وهذه المؤسسات وغيرها تماما كجمعية عون،عندما نتطلع للعالم المتقدم نجد بأن هذه المؤسسات يكون لها الدور الأكبر في مثل هذه القضايا... ومثالا على ذلك البورد الأمريكي الذي إنطلق بمبادرة خاصة من مجموعة من الأساتذة الجامعيين ولم يكن للحكومة دوراً فيه وهي الآن تمثل أعلى شهادة طب في أمريكا ... والحكومة في مرحلة معينة تكون جزء من هذا العمل وتُقدم على شراء مثل هذه الخدمات.

ودعا عطوفة القضاة الجميع للمشاركة بهذا المجهود الوطني مضيفاً بأن هذا التوجه جهد واضح ومقدر وعظيم.
وأشار القضاة بأن مؤسسات العمل المجتمعي التطوعي هي عادة ما تؤسس للعمل الوطني العام وهي عادة ما تكون دائمة ومستمرة لأنها ليست مرتبطة بمنصب من البديهي إجراء تغيير عليه في أي لحظة وبالتالي ينتهي معه ذلك العمل. وهذه المؤسسات كــ (جمعية عون الثقافية) إذا ما لاقت الدعم المناسب هي التي تؤسس لمثل هذه المشاريع الوطنية وتعتبر الجامعات داعم رئيسي ومساند كبير لمثل هذه الجهود الوطنية.وبمناسبة الحديث عن التربية الوطنية فإننا نستغرب بأن كتابات وتوجهات بعض الباحثين والمتخصصين في هذا المجال تميل إلى إظهار توجهات الدول التي درسوا فيها أو تأثروا بثقافتها وما نتمناه من الباحثين هو أن يظهروا توجهات بلدنا وأن يشعرونا بأنهم يتحدثون عن تاريخ ومواقف الأردن قيادة وشعباً وهذا ما نعول عليه بما ستقوم به جمعية عون الثقافية.

وأضاف القضاة بأن هناك غموض في منطقتنا نتيجة الصراعات المختلفة مما أدى إلى ضياع تاريخ البلاد.حيث إتجه البعض لكتابة التاريخ على ضوء ما يخدم مصلحته الشخصية أو مصلحة جماعة معينة بعيداً عن الكتابة بشمولية وموضوعية.وحول حديث عطوفة القضاة عن بلاد الشام قال لنتفق بأن بلاد الشام لا يمكن لأحد إنكار دورها عبر التاريخ مستشهداً بما جاء في كتاب المؤرخ الكبير الدكتور يوسف غوانمة بأن الكرك كانت عاصمة العالم الإسلامي لمدة عشرون عاماً.وهذا شيء حقيقي وكل مرحلة من المراحل لها خصوصية معينة. ووجه رسالة إلى المهتمين بالتركيز على كيفية كتابة التاريخ بكل موضوعية ومصداقية وأمانة علمية.

واضاف القضاة قائلاَ وأنا بكون سعيداً بأن أكون ضمن هذه النواة التي تشكل وتؤسس لعمل وطني كبير نحن بحاجة ماسة إليه.

وكان قبل ذلك أن إستمع القضاة إلى شرح مفصل من السيد اسعد ابراهيم ناجي العزام رئيس هيئة إدارة جمعية عون الثقافية عن نشأة الجمعية وأهدافها والمشروعات التي تعمل عليها لغايات توثيق الجهود الوطنية في بناء الدولة الأردنية والنهوض بالقضية الفلسطينية.

وقال رئيس الوفد رئيس هيئة إدارة الجمعية إن زيارتهم إلى الجامعة الأردنية هذا الصرح العلمي الأول في الأردن والمتميز على المستوى الإقليمي.التي ساهمت وما زالت تساهم برفد أجهزة الوطن ومؤسساته ودول المنطقة والعالم أيضاً بالكفاءات العلمية والخبراء والعلماء في مختلف المجالات والتخصصات ولا ننسى دورها الريادي في تنمية المجتمع المحلي جاءت بهدف مد جسور التعاون والتشاركية مع الجامعة الأم لتحقيق رؤية وأهداف الجمعية الرامية إلى بناء جيل واعٍ بقضايا أمته وتاريخ قادتها ورجالاته وتضحياتهم الجِسام من خلال اللقاءات المباشرة مع المواطنين التي ستنطلق قريباً وعقد الندوات والمحاضرات وإقامة المؤتمرات وغيرها من الفعاليات ذات الصلة بكافة جوانب تاريخ الأردن في مراحله المختلفة.

وبين العزام أن الجمعية تعمل في الوقت الراهن على تنفيذ المشروع الذي أطلقته سابقاً بعنوان:

"توثيق الدور الوطني والقومي للشعب الأردني بالدفاع عن فلسطين ودعم حركات التحرر في بلاد الشام"

الذي يهدف إلى المحافظة على تاريخ الأردن والتركيز على دور الشعب الأردني لإظهاره بالمكانة التي تليق بالوطن وقيادته ورجالاته،وإعادة إحياء ذكراهم وتخليد سيرتهم النضالية ومواقفهم المشرفة بما قدموه من تضحيات دفاعا عن الوطن وكرامة الأمة وعلى رأسها "قضية فلسطين".

وأشار أن المشروع يقسم إلى ثلاث مراحل وكل مرحلة تغطي أحداث خمسون عاماً:

الأولى من عام 1897- 1948
أما الثانية في العام 1949-1999
فيما تبدأ المرحلة الثالثة من عام 2000، التي تمنى ان نشهد خلالها إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

حيث سيتم في نهاية كل مرحلة تأليف موسوعة تاريخية وإنتاج فيلم وثائقي يغطي الأحداث التي وقعت خلال تلك المرحلة،واستعراض مواقف كافة مكونات الدولة الأردنية وتوثيق مواقف ملوك آل هاشم والحكومات والعسكريين والزعامات الوطنية والشخصيات التي صنعت تلك الأحداث أو شاركت أو ساهمت فيها.
وتابع العزام قاىلاً بأن كل مرحلة تشتمل على ستة مسارات هي:

1-المسار الرسمي الأردني(قيادة وحكومة والجيش العربي الأردني والأجهزة الأمنية)
2-المسار الأردني الشعبي
3-المسار الفلسطيني
4-العربي
5-الدولي والإسلامي
6-إضافة إلى المسار الصهيوني.

وبين أن الجمعية تعكف حالياً على تنفيذ المرحلة الأولى من هذا المشروع الذي يدلل على أهمية الدور الأردني في تقديم التضحيات الجِسام دفاعا عن الوطن وقضايا الأمة العادلة، وتغطية الاحداث التي وقعت خلال تلك الفترة الممتدة من عام 1897 الذي شهد أول بدايات لظهور نوايا الحركة الصهيونية بٌامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين وتنتهي هذه المرحلة بعام 1948 الذي أعلن فيه قيام دولة الاحتلال.ومن المتوقع أن يتم الإنتهاء من المرحلة الاولى بالتزامن مع الإحتفالات بمؤية الدولة الاردنية لتكون هدية ثمينة نقدمها للوطن وقيادتنا وشعبنا.

وبرده على بعض مطالب الجمعية التي تقدم بها السيد اسعد العزام رئيس هيئة الإدارة تفضل عطوفة الدكتور عبد الكريم القضاة بتسمية المدرس في قسم التاريخ في الجامعة الأردنية الدكتور عبد الهادي القعايدة كضابط إرتباط يمثل الجامعة ووافق عطوفته مشكوراً على مجمل أماني وتطلعات الجمعية التي تأمل جمعية عون تنفيذها بالتعاون الفعال والتشاركية الحقيقية مع الجامعة الأردنية من خلال إعداد مذكرة تفاهم ليتم توقيعها لاحقاً. بالإضافة إلى تمكين الباحثين والمتخصصين من جمعية عون الثقافية الإستفادة من الخدمات التي تقدمها مكتبة الجامعة ومركز المخطوطات هذا بالإضافة من خدمات مركز تنمية وخدمة المجتمع ومطبعة الجامعة وبقية مرافق الجامعة.

وأضاف القضاة بأننا على إستعداد لتقديم كل ما يلزم للمساعدة بتحقيق غايات الجمعية النبيلة والوصول لأهدافها التي انشأت من أجلها.

وحول دعوة عطوفته لعضوية الهيئة الإستشارية والتوجيهية لجمعية عون الثقافية قال يشرفنا قبول دعوتكم للمشاركة في هذا المجهود الوطني المتميز إلى جانب أبناء الوطن وأي عمل وطني ذو أهداف نبيلة وغايات سامية كتلك التي تعمل عليها جمعية عون الثقافية.

وقد تحدث الدكتور فاروق العزة نائب رئيس الجمعية عن أهمية تحصيل الوثائق والصول على نسخ منها التي تؤرخ لسير رجالات لم يتم ذكر مواقفهم المشرفة تجاه وطنهم وأمتهم العربية.

بينما تحدث الدكتور بكر خازر المجالي نائب رئيس لجنة المسار الأردني الرسمي عن أهمية قرار معالي وزير الثقافة بتشكيل مجلس أعلى لتاريخ الأردن وهي مطلب وطني قديم وهي موجودة في العديد من الدول العربية وهي خطوة إيجابية ويجب أن تتمتع بإستقلالية.

بينما تحدث الدكتور قاسم الدروع عضو اللجنة الثقافية والإعلامية عن عدد من شهداء قبيلة الحويطات الذين إنطلقوا من محافظة معان بدافع شخصي ونخوة والتضحية الذين هبوا للدفاع عن أرض فلسطين ونصرة المجاهدين.

أما الدكتورة نرمين يوسف غوانمة وفي مداخلة لها أكدت على حقيقة وجود الأردن منذ القِدَم حيث ذكر الدكتور يوسف الغوانمة بأن إسم الأردن كان موجوداً قبل الميلاد.وكذلك في كتاب المؤرخ وليم السوري مؤرخ الحروب الصليبية ورد مصطلح(عبر الأردن) في كتابه.

يشار إلى أن جمعية عون الثقافية التي تأسست العام الماضي،وتعنى بجمع وحفظ وتوثيق تاريخ الأردن،وتتبع لوزارة الثقافة،وتضم 69 مؤسساً وبلغ عدد اعضاء هيئتها العامة (185) عضواً يمثلون كافة شرائح وألوان وأطياف ومناطق المملكة هذا بالإضافة إلى الهيئة الإستشارية والتوجيهية التي قارب الإنتهاء من تشكيلها وتضم في عضويتها قامات وطنية ورجالات دولة ذوي خبرات كبيرة وإنجازات عظيمة من أصحاب الدولة والمعالي والعطوفة والسعادة.

وفي نهاية اللقاء قدم السيد أسعد العزام جزيل شكره وعظيم إمتنانه إلى عطوفة الأستاذ الدكتور عبد الكريم القضاة على هذا اللقاء المفيد الذي يؤسسس لمرحلة جديدة من العمل التطوعي التشاركي ويعزز وجود مؤسسات المجتمع المدني على الساحة المحلية ويبرز دورها الإيجابي في بناء الفكر والثقافة والتوعية.

وعلى هامش الزيارة قام وفد جمعية عون الثقافية بزيارة إلى مكتبة الجامعة الأردنية وأقسامها المتعددة ومنها متحف الصور الدائم لتاريخ الأردن فكرة الدكتور بكر خازر المجالي وتنفيذ نادي أبناء الثورة العربية الكبرى بالتعاون مع الجامعة الأردنية.

وإلتقطت الصور التذكارية بهذه المناسبة
وقد حضر اللقاء كل من:

1-السيد اسعد ابراهيم ناجي العزام/ رئيس هيئة الإدارة
2-الدكتور فاروق كامل يونس العزة/نائب الرئيس/نائب رئيس لجنة المسار الفلسطيني
3-الدكتور بكر خازر المجالي/ عضو مؤسس/نائب رئيس لجنة المسار الأردني الرسمي
4-الدكتور بلال خلف السكارنة/ عضو الهيئة الإدارية/لجنة المسار العربي
5-الدكتور قاسم محمد سلامة الدروع/عضو مؤسس/عضو اللجنة الثقافية والإعلامية
6-الدكتورة نرمين يوسف غوانمة/عضو مؤسس ونائب رئيس لجنة المسار الصهيوني
7-الدكتور قاسم موسى ابو عيد/عضو مؤسس وعضو لجنة المسار الدولي
8-المهندس محمد أمين تركي الروسان/عضو الهيئة العامة
9-الدكتور عبد الهادي القعايدة/عضو مؤسس
10-السيد يحيى سعيد أحمد القاضي/عضو مؤسس
11-المهندس فارس عادل العزام/عضو الهيئة العامة