facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لماذا التربية الإعلاميـــــــة؟


سليمان الطعاني
17-02-2019 03:11 PM

لماذا لا يتم طرح موضوع التربية الإعلامية بزخم أكبر خاصة في الوقت الحاضر؟ ما هي مبررات عدم الاهتمام بهذا الموضوع سيما ونحن مطالبون الآن أكثر من أي وقت مضى بفهم واستيعاب الثقافة الإعلامية وطريقة عمل الاعلام والاعتراف بقوته وتأثيره وفهم لغة الصوت والصورة ...

يبين المتخصصون الإعلاميون أن القدرة على استخدام وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وتطبيقاتها المختلفة، لا يعني بالضرورة وجود ثقافة إعلامية عند أفراد المجتمع تمكنهم من كيفيّة القراءة والمشاهدة والاستماع الناقد للرسائل الإعلاميّة، وفك شفرات الأيديولوجيّات الكامنة وراءها، وتقيّيم النوايا الدعائيّة والسياسيّة والتجاريّة التي تتضمّنها، ووقاية المستهلكين لوسائل الإعلام من بعضٍ من آثارها الخفيّة، والضارّة، والمثيرة للكراهيّة. كما أنه لا يعني أيضاً تمتع الأفراد بالقدرة على إدارة عاداتهم الإعلاميّة بذكاء، والمشاركة في النقاشات الوطنيّة والعالميّة. بحيث يستطيع الأفراد التعبير عن آرائهم بشكلٍ فعّال والدفاع عن معتقداتهم.

لماذا التربية الإعلامية إذاً؟ أدّت حالة النشاز المعلوماتي والفوضى المعلوماتية بشكل عام الى قلة الوعي بمختلف القضايا بين فئة الشباب وقلّة انخراطهم في قضايا المجتمع أو عدم قدرتهم على التعبير الصحيح، وأصبحوا عبارةً عن متلقيّين للمادة الإعلامية لا مساهمين ومنتجين ومشاركين بإعدادها،

الفكرة باتت ضرورة ملحّة وهدف عاجل في ظل الأمية الإعلامية المتفشية واستجابة للنسبة المتزايدة للاستهلاك الإعلامي الذي نعيشه، ونمو صناعة الإعلام وأهمية المعلومات وتدفقها على مدار الساعة فما يشهده العالم من تطورات تكنولوجية جعلت من المستحيل التعامل مع المواطنين على أنهم يحتاجون إلى الوصاية.

ضرورة، في ظل انتشار الأخبار الهائل وبشكل غير مسبوق، والتطبيقات الهائلة التي أصبحت بمتناول الجميع صغيراً وكبيراً، والتي من شأنها أن تؤثّر بشكل ملحوظ على وعي الأفراد في القضايا المختلفة خاصّة أولئك غير القادرين على تحليل ما وراء نشر هذه الأخبار سواء أكانت مكتوبة أو مسموعة أو مصوّرة.

ضرورة من أجل تدريب الأفراد وإكسابهم مهارات القدرة على إبداء وجهات نظر نقدية فيما يقدم لهم من خلال وسائل الاتصال، وتشجيعهم على النقد ومساعدتهم على حسن التمييز بين الحقيقة والزيف، ومساعدتهم على تكوين شخصية مستقلة ومتلقٍ نشط قادرة على التقييم والاختبار.

ضرورة، في ظل افتقار وسائل الإعلام للتحليل الصادق، وعدم عرض القضايا من وجهات النظر جميعها والذي ساهم في إيجاد أميّة الإعلامية لدى الكثير من افراد المجتمع

محو الأمية الإعلامية، ضرورة كونها تعنى بكيفية تلقي الرسائل الإعلامية وتحليلها وتفسيرها ونقدها دون التأثر بها، المصطلح بات علماً له مفاهيمه وقوانينه وآلياته، ويشمل أفراد المجتمع من مختلف الفئات، ويركز على أهمية التفكير النقدي، وتمكين المواطن رقمياً.

ضرورة، لمواجهة التحديات التي يواجهها المواطن في العالم الرقمي الحديث، من خلال نشر مبادئ وضوابط تساعده على التصدي لما تبثه وسائل الإعلام من رسائل سلبية تهدم لا تبني، تفرق ولا تجمع ضمن بيئة إعلامية ناضجة،

كليّات الإعلام في الجامعات مدعوة في ظل هذه الظروف بتبني بيئة إعلامية واعية بموضوع التربية الإعلامية وضرورتها وتسليط الضوء عليها وإعطاء الطلبة الإمكانيات والأدوات التي تمكنهم من الحكم على كل ما يتلقونه بطريقة إعلامية صحيحة وواعية لنزع فتيل الأخبار الوهمية والاشاعات وزيادة المعارف في الجوانب التحليلية والنقدية للنصوص الإعلامية وتثقيفهم إعلامياً لمواجهة أيديولوجيّات الفساد والجشع والكراهيّة، وتعميم مبادئ العدالة الاجتماعية المساواة.

فاذا كنا نعانى في الماضي من أمية القراءة والكتابة فإننا اليوم أصبحنا فريسة لأكبر عملية مسح للعقول والنفوس عبر أميّة إعلامية علينا أن نواجهها جميعاً ونعرف معناها ومغزاها ومدى خطورتها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :