إلى متى يستمر هذا التهميش والإهمال والإغفال لمناطق الأطراف؟
ما زالت سياسة الإغفال والإهمال والتهميش لمناطق الأطراف الغائبة عن المشهد التنموي، نهجا راسخا للحكومات المتعاقبة؛ لتلقي بظلالها القاتمة على الأهل والأحبة من مواطني تلك المناطق العزيزة على قلوب الأردنيين جميعا.
ولعل ما أثار اندهاشي وحيرتي، هو ما تداولته الأخبار عن عزم شركة عالمية عاملة لصناعة الألبسة الجاهزة في مدينة الحسين بن عبدالله الثاني في الكرك ، على إغلاق مصنعها وتسريح (1500) عامل وموظف من العمال الأردنيين ؛ لتضاف الى سلسلة من الشركات التي أغلقت أو التي هي بصدد الإغلاق، مثل: مصنع شركة الدواجن، وشركة الملح التي كان مصنعها قائما في منطقة الأغوار، أو مصنع البندورة وغيرها، إضافة الى مصانع حالت إجراءات بيروقراطية دون تشغيلها مثل مصنع الألبان.
وإذا أضفنا الى ذلك كله وجود المدارس الآيلة للسقوط ، التي يتبرع الخيرون بصيانتها وشراء القرطاسية لطلبتها الفقراء، وهم كثر، بالرغم من ضيق ذات اليد، نيابة عن الدور الذي ينبغي أن تقوم به الدولة ومؤسساتها، وإغلاق جمعيات مهمة ، مثل جمعية ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤاب، وصيانة مساكن الأئمة؛ فإن ذلك كله يدعونا الى التساؤل من منطلق الوطنية الصادقة والمحبة لثرى هذا الوطن الغالي:
الى متى يستمر هذا التهميش والإهمال والإقصاء لتلك المناطق والذي يزيد من معاناة الأهل: فقرا؛ وعوزا؛ وحاجة؟!
ما يضع شبابنا في منطقة حرجة وضياع تقلل من درجة ولائهم وانتمائهم لبلدنا، في وقت نتحدث فيه عن دولة الإنتاج والعملية التنموية الشاملة دون فرق بين المركز والأطراف ، وفِي وقت يدعو فيه جلالة الملك مرارا وتكرارا باللامركزية .
أقول: إن أبناء الأطراف قابضون على الجمر ، باقون على العهد ، مستعدون للذود عن وطنهم وقيادتهم بالغالي والنفيس ، يستحقون من الحكومة عملا مسؤولا وسياسة حكيمة واستراتيجية واضحة، تأخذ بالحسبان تنمية مناطقهم ، وتحسين أوضاعهم المعيشية ؛ فالفقر والجوع لا دين لهما ، ويولدان سلوكيات سلبية مضرة بالمجتمع وبأمنه واستقراره.
حفظ الله الأردن وطنا عزيزا كريما بأهله على امتداد ربوعه وبقيادته الهاشمية الحكيمة ، وعلى رأسها سيدي صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم.